الهيئة المستقلة تطالب بالافراج الفوري عن "سما عبد الهادي " واسقاط جميع التهم عنها

سما عبد الهادي

رام الله الإخباري

طالبت هيئة حقوقية بالإفراج عن فنانة شاركت في الحفل الموسيقي الصاخب بمقام النبي موسى، ليلة الأحد 27 ديسمبر الجاري، معتبرة توقيفها "تعسفا لإرضاء الرأي العام الغاضب".

وقال مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار دويك، إنه يجب الإفراج عن الفنانة سما عبد الهادي، مطالبا النيابة العامة بحفظ الملف وإسقاط التهم عنها.

واعتبر دويك في بيان للهيئة، أن الفنانة عبد الهادي لم ترتكب جريمة وإنما نظمت نشاطا عقب الحصول على موافقة الجهات الرسمية، وأن توقيفها وتحميلها المسؤولية وتعريضها لحملة تنمر على مواقع التواصل الاجتماعي محاولة تقديم "كبش فداء لإرضاء الرأي العام".

مناكفات رسمية

واتهم أن أطرافا رسمية أثارت الرأي العام في إطار مناكفاتها مع أطراف رسمية أخرى.

وأشار إلى أن الفنانة عبد الهادي محترفة في مجال الموسيقى الالكترونية ولها حضور دولي، وحصلت على تصريح مكتوب وواضح من وزارة السياحة يحدد المكان والزمان وطبيعة النشاط، وهو نشاط ترويجي.

وحمل دويك وزارة السياحة المسؤولية وقال إنها أخطأت مرتين، الأول سوء تقدير الموقف، والسماح بتنظيم نشاط لا يتناسب مع طبيعة المكان الدينية، والثاني تنصلها من المسؤولية عن منح التصريح.

ولفت إلى أن وزارة السياحة بعدما تنصلت من مسؤوليتها ألقت اللوم على وزارة الأوقاف والشؤون الدينية التي وجدت نفسها في موقف الدفاع.

ونبه دويك إلى أن مقام النبي موسى تم تأهيله قبل سنوات، وفيما بعد وقعت وزارة الأوقاف في ديسمبر 2017 عقد تشغيل وإدارة للمكان مع شركة سياحية.

السياحة تنفي

وكانت وزيرة السياحة الفلسطينية رولى معايعة نفت ما نسب إليها من تصريحات حول الحفل الصاخب الذي أقيم في مقام النبي موسى في أريحا.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تناقلت تصريحين لمعايعة ومدير مكتبها جريس قمصية، الأول عن استنكارها اعتداء المواطنين على المحتفلين في مقام النبي موسى، والثاني أن قميصة صرح بأن وزارة السياحة استشارت وزارة الأوقاف حول إقامة الحفل، وأن الأخيرة لم تعترض.

ونفى قميصة أيضا لمرصد "كاشف" التصريحات المنسوبة إليهما، مؤكدا أنه لم يصدر أي تصريح منهما.

وأعرب رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد اشتية عن استيائه مما جرى من حفل صاخب وماجن في مقام النبي موسى.

وأكد اشتية خلال جلسة مجلس الوزراء الإثنين، أن المقام يحمل مكانة دينية وتاريخية و"عليه قمنا بتشكيل لجنة تحقيق حول كل الذي حدث هناك، وسوف نوقع كل العقوبات على الذين تسببوا في هذه الإساءة".

ونبه إلى أن المقام لم يكن مهملا، بل تم ترميمه وترتيبه لما يليق به، لذلك أوعزنا للجهات ذات العلاقة بتقديم كل عناية للحفاظ عليه كموقع ديني وتاريخي وأثري.

لجنة تحقيق

وكان اشتية قرر فور العلم بالحادثة في المقام، الأحد، تشكيل لجنة تحقيق حول إقامة الحفل الصاخب، مؤكدا بدء اللجنة أعمالها مباشرة.

وأثار الحفل الصاخب في مقام النبي موسى موجة استنكار وتنديد شديدين وسط أوساط فلسطينية عديدة.

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من الحفل ظهر فيها قيام شبان بالرقص على أنغام موسيقى غربية صاخبة دون إظهار أي احترام لقداسة المكان.

كما انتقد الكثيرون السماح بإقامة حفل صاخب كهذا وفي مقام مقدس، في الوقت الذي تغلق فيه المحافظات ويمنع الناس من الذهاب إلى مصالحهم في إطار جهود مكافحة جائحة كورونا.

وتداول آخرون مقاطع فيديو لشبان غاضبين تدخلوا لفض الحفل وطرد المشاركين فيه.

وذكر الشبان الغاضبون أن المشاركين أفادوا بأنهم حصلوا على موافقة وزارة السياحة والآثار لتنظيم الحفل، وأن حارس المقام سمح لهم بالدخول ونصب أجهزة الصوت خاصتهم.

وعلق قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، الدكتور محمود الهباش على ما جرى بقوله: "أشعر بتقزز وغضب تجاه ما حدث في مسجد النبي موسى شرقي القدس".

وأضاف الهباش في منشور عبر صفحته على "فيسبوك": "لا أعرف حتى اللحظة من المسؤول عن هذا الإثم، لكن أيا كان هذا المسؤول فيجب أن ينال جزاء رادعا يتناسب مع فظاعة ما حدث، لأن المسجد بيت الله، وحرمته من حرمة الدين".

الأوقاف تنفي

من جهته، قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ حسام أبو الرب، إن وزارته ليس لديها أي علم بما حصل في مقام النبي موسى، ولم تعط أي أذن لأي جهة بالدخول إلى المقام.

وطالب أبو الرب في حديث صحفي المواطنين بعدم كيل الاتهامات على خلفية دينية أو غيره، مؤكدا أن الموضوع قيد التحقيق وسيتم إعلان النتائج على الملأ وسيتم إنصاف الجميع.

رام الله الإخباري