الاردن متخوف من فقدان وتبخر البحر الميت

تبخر البحر الميت

رام الله الإخباري

تزايدت المخاوف في الأردن كثيرا خلال الفترة الأخيرة، من إمكانية فقدانه للبحر الميت، في ظاهرة فريدة من نوعها على مستوى العالم، وذلك بسبب الانحسار الذي يتعرض له، جراء تبخر مياهه واعتداءات الاحتلال على مصبات المياه المغذية للبحر الميت وأهمها نهر الأردن.

وعلى الرغم مما يشكلّه البحر الميت من ظاهرة فريدة من نوعها على مستوى العالم، نظرا لموقعه الجغرافي واعتباره أخفض بقعة على وجه الأرض، ولكثافة ملوحة مياهه التي تشكل الأعلى على مستوى بحار العالم، وأهميته

التاريخية والسياحية والدينية والعلاجية، إلا أنه خلال الفترة الأخيرة بات يعاني من زيادة معدل التبخر في مياهه، نتيجة التغيرات المناخية، وارتفاع درجات الحرارة في منطقة الأغوار الجنوبية.

ووفقا لخبراء ومختصين، فإن البحر الميت بات يعاني من انخفاض كميات المياه المغذية له من نهر الأردن، وإقامة سدود مائية على الأودية المحيطة بالبحر الميت لغايات الشرب والزراعة، وذلك على ضفتيه الشرقية في الأردن، والغربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ونتيجة لذلك، اتسع شاطئ البحر الميت من متر إلى 1.5 متر سنويا، وتعمقت أعماقه بمعدل من 70-80 سنتيمترا كل عام، فيما تراجعت مساحة مسطح البحر المائية إلى 650 كيلومترا للعام الماضي 2019، بعدما كانت 950 كيلومترا في عام 2000.

وبحسب ما نقلت "الجزيرة نت" في تقرير لها، عن الخبير المائي رئيس جمعية أصدقاء البحر الميت سعد أبو حمور، فإن الوضع الحالي للبحر الميت مؤلم وصعب.

وأكد أبو حمور أن البحر الميت بات يفقد مياهه يوما بعد يوم، داعيا إلى ضرورة تنفيذ مشروع ناقل البحرين الواصل بين البحر الميت والبحر الأحمر جنوبا.

وحذر حمور من انحسار مياه البحر الميت بشكل متسارع وكبير جدا، الأمر الذي يشير إلى أهمية مشروع ناقل البحرين لمعالجة هذا الخلل والنهوض بالمنطقة المهمة جدا، مبينا أنه في حال تنفيذ المشروع سيتم تسييل 235

مليون متر مكعب سنوياً إلى البحر الميت، وهي مياه ناجمة عن التحلية وأخرى غير محلاة.

وأوضح أن هذا المشروع المهم وصل إلى مرحلة توزيع عطاء التنفيذ بعد اجتماعات استمرت 7 سنوات بين الأطراف الثلاثة المستفيدة من المشروع، مبينا أنه تم تأهيل 5 شركات عالميّة لتسليمهم وثيقة العطاء لتقديم العرض الفني والمالي لاختيار الائتلاف الفائز، الذي ينفذ المشروع على نظام الـ BOT البناء والتشغيل وإعادة الملكية.

ولفت حمور إلى أن مستوى البحر الميت منذ 20 عاما مضت وحتى بداية عام 2020 انخفض بنحو 22 مترا، الأمر الذي يعد خطير جدا.

وتوقع الخبير الأردني أن ينخفض مستوى البحر بفعل التبخر الذي أكدت فيه دائرة الأرصاد الجوية عن وجود زيادة قدرها 0.059 درجة مئوية في متوسط درجات الحرارة السنوية.

ويتراجع البحر الميت، من متر إلى متر ونصف المتر سنويا، إذ تراجع العام الماضي مترا و 5 سم وفي العام 2018 تراجع مترا، وفي العام 2017 متراً و30 سم.

ويبلغ انخفاض البحر الميت حالياً 437 مترا تحت سطح البحر، حيث تحول جنوب البحر إلى آلاف الأحواض وحفر الخسف التي شوهت المنظر الطبيعي.

وتؤثر خطورة انحسار البحر الميت في الجوانب البيئية جميعها ومنها الهواء الذي تزداد فيه نسبة التبخر للمياه المالحة التي تبلغ1600 ملم سنوياً وفقاً لتقرير صادر هذا العام عن وزارة البيئة في رصد الهواء المحيط في البحر الميت.

وبحسب أبوحمور، فإن الدراسات السابقة لن تبقى ضمن الحدود المسموحة في ظل انهيار النظام البيئي في منطقة البحر الميت، مناشدا عدم خسارة مشروع ناقل البحرين الذي هو أساس حل مشكلة مياه الشرب ومشكلة البحر الميت.

كما نقلت "الجزيرة نت" عن رئيس اتحاد الجيولوجيين العرب نقيب الجيولوجيين الأردنيين صخر النسور، اتهامه للاحتلال الإسرائيلي بالاعتداء على مصبات المياه المغذية للبحر الميت وأهمها نهر الأردن.

واعتبر النسور أن هذا سبب رئيسي في مشكلة انحسار مياه البحر، فنهر الأردن كان يزود البحر الميت بـ1.5 مليار متر مكعب سنويا، أما اليوم فما يصل للبحر أقل من 200 مليون متر مكعب.

الجزيرة نت