رام الله الإخباري
وقعت الحكومة الماليزية اتفاقا مع شركة "فايزر" الأمريكية لتزويدها باللقاح المضاد لفيروس كورونا، لتوزيعها على 6.4 مليون مواطن يمثلون 20% من عدد السكان، بدءا من مطلع العام المقبل.
وأكدت الحكومة الماليزية أن الأولوية في أخذ اللقاح ستكون للفئات الأكثر تضررا من الوباء، ككبار السن ومراكز رعايتهم ودور الحضانة، ومرضى الأمراض المزمنة والعاملين في القطاع الصحي.
وجاء اتفاق الحكومة الماليزية رغم أن بلادها التي يقدر سكانه بأكثر من 31 مليون نسمة، من أكبر الدول التي لم تتأثر كثيرا بجائحة كورونا، حيث لم يتجاوز عدد الإصابات فيها 74 ألف إصابة، والوفيات 400 وفاة، بحسب مؤشر جامعة جونز هوبكنز.
ونقلت وسائل إعلام ماليزية عن وزير الشؤون الدينية الماليزي ذو الكفل محمد البكري، أن لجنة التشاور الخاصة بالمجلس الوطني للشؤون الإسلامية في ماليزيا اجتمعت لمناقشة حكم الحصول على اللقاح والخروج بفتوى حول ذلك، وتسليمها للملك السلطان عبد الله للمصادقة عليها.
وفي وقت سابق أعلنت الهيئات الإسلامية المختصة عن استثناء لقاح كورونا من الاعتبارات الفقهية الصارمة في حال عدم توفر البدائل، نظرا لتخوف المواطنين المسلمين من اشتمال اللقاحات على منتجات غير حلال كتلك المشتقة من الخنازير.
وهذه المخاوف تساور عددا من البلدان الإسلامية حتى الأكثر تضررا من الجائحة، ومنها إندونيسيا التي يبلغ عدد سكانها نحو 267 مليون نسمة، وتجاوز عدد الإصابات فيها أكثر من نصف مليون، وعدد الوفيات 18 ألف حالة.
وفي بريطانيا يشكل المسلمون نحو 5% من السكان، ويسود بينهم جدل حول بعض اللقاحات، إذا اعترضوا في مرات سابقة على تطعيمات لأطفالهم في المدارس، كون هذه اللقاحات يدخل في تركيباتها مادة الجيلاتين من مشتقات الخنزير.
وفي باكستان وأفغانستان أثير جدل كبير حول حركة بعض اللقاحات، وعام 2014 أثير في باكستان جدل كبير حول شلل الأطفال بسبب تحريمها، ما اضطر الحكومة إلى إطلاق دعوة لفقهاء العالم الإسلامي لإصدار موقف علمي موحد بشأن ذلك.
وأصدر مجمع الفقه الإسلامي الدولي وهيئات إسلامية، فتاوى أكدت أن الحكم المتعلق بمشتقات الخنزير لا يسري على اللقاحات والأدوية الضرورية، لأنها تدخل في حالات الضرورة وحفظ النفس.
من جهته أكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في حديث سابق، القاعدة الفقهية "الضرورات تبيح المحظورات"، معتبرا ما يبذله العلماء من جهود في سبيل تقديم لقاح كورونا للعالم "عطاء سخيا ومقدرا للمحافظة على حياة البشر".
ألتراصوت