رام الله الإخباري
صرح الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بشأن العلاقة مع إيران عقب اغتيال عالمها النووي محسن فخري زادة في طهران، الجمعة الماضية، وذلك في أول تعليق على الحادثة.
ولفت بايدن في حوار مع شبكة "سي إن إن" أمس، إلى صعوبة التنبؤ بمدى تأثير اغتيال عالم إيران النووي على العلاقة بين واشنطن وطهران، كونه كان شخصية رئيسية في برنامجها النووي.
ووجه انتقادات شديدة اللهجة إلى سياسات الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب تجاه إيران وانسحابه من الاتفاق النووي المتفق عليه عام 2015 بين طهران ومجموعة 5+1، معتبرا أن نهج ترامب أضر بالقضية.
وقال إن الضغط على إيران أدى إلى ردها بالاقتراب من المستوى المطلوب لتطوير أسلحة نووية، معترفا أن الأمر اليوم أصبح معقدا للغاية.
وأكد أن ملف إيران النووي وبعض الملفات في العالم مثل الصين وروسيا وغيرهما، بحاجة إلى مجموعة أكبر للتعامل معها ومع مجموعة من القضايا الأخرى "فأنا أعلم أمرا واحدا، وهو أننا لا نستطيع تحقيق ذلك بمفردنا".
وفي 27 نوفمبر الماضي، اغتيل زادة الذي كان يرأس منظمة الأبحاث والإبداع التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أدرجت العالم زادة على لائحة العقوبات عام 2008 على خلفية "نشاطات وعمليات ساهمت في تطوير برنامج إيران النووي"، في حين اتهمه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سابقا بالوقوف خلف برنامج نووي "عسكري".
وعقب الاغتيال، توعد المرشد الإيراني الأعلى آية الله على خامنئي بالثأر للعالم النووي زادة.
وأشار وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في يوم الاغتيال إلى وجود دلائل واضحة على تورط "إسرائيل" في اغتياله.
وذكر أن العالم زادة من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين الذين كانت تسعى الاستخبارات الإسرائيلية لاغتياله، وقد أعلن نتنياهو قبل عامين عن اسمه في أحد المؤتمرات الصحفية.
واتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني اتهم "إسرائيل" باغتيال العالم النووي زادة.
وتطابق ذلك مع نقل صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن 3 مسؤولين أمريكيين، اثنان منهم مسؤولو الاستخبارات الأمريكية، قولهم إن "إسرائيل" وراء عملية اغتيال العالم الإيراني الذي كان منذ فترة طويلة هدفا للموساد.
وقال روحاني في بيان له، نقله التلفزيون الإيراني، إن الأيدي الشريرة للاستكبار العالمي مع النظام الصهيوني المغتصب كمرتزقة، تلطخت مرة أخرى بدماء أحد أبناء هذه الأمة، مؤكدا أن هذه الجريمة لن تبطئ مسار بلاده النووي بل سيزيد عزمها.
وأضاف أن الأمة الإيرانية غرقت في الحزن على خسارة أحد علمائها المجتهدين، وهو خسارة فادحة، إلا أنه اعتبر أن عملية اغتياله أظهرت شدة يأس العدو ونتيجة عجز أعداء إيران في المنطقة وفشلهم في الملفات السياسية.
وأرسلت إيران رسالة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن الدولي اتهمت فيها "إسرائيل" بالضلوع في عملية الاغتيال، وأنها تحتفظ بحقها في الرد والدفاع عن نفسها، مطالبة إياهما بإدانة عملية الاغتيال.
سي إن إن