انزعاج أميركي من توقيت اغتيال فخري زادة

MqY3Y.jpeg

رام الله الإخباري

أعاد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، نشر تغريدة للصحافي الإسرائيلي يوسي ميلمان، تفيد بأن الموساد الإسرائيلي يتعقّب العالم النووي الإيراني فخري زادة منذ سنوات، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة لا تقف وراء هذه العملية.

ووفقا لصحيفة "هآرتس" العبرية، فإن الهدف من إعادة نشر هذه التغريدة، هو اعلان أمريكي ضمني، بأن الولايات المتحدة لا تقف خلف العملية، بل "إسرائيل".

ويأتي هذا الموقف الأمريكي، في ظل توقعات بعودة إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، إلى موقف سلفه، باراك أوباما، الرافض لهذه الاغتيالات.

وتساءلت "هآرتس" حول إمكانية قبول إدارة ترامب هذه العملية، وربّما مسارات أخرى، كأمر واقع أم أنه في مرحلة معيّنة سيقرّر تذكير "إسرائيل" بنسب القوة الحقيقيّة؟

وأوضحت الصحيفة العبرية، أن الرئيس السابق، باراك أوباما، تخطّى علنًا العديد من الإهانات والاستفزازات من جانب نتنياهو، لكنّ في مرات معيّنة كان الحساب دقيقًا معه، خصوصًا بعدما هاجم نتنياهو في العلن الاتفاق النووي في خطابه في الكونغرس في صيف عام 2015.

ولقيت عملية الاغتيال يوم الجمعة انتقادات لاذعة من خرّيجي إدارة أوباما، في حين حافظت الإدارة المتوقعة لبايدن على صمت صاخب.

وأضافت الصحيفة: "لم يفتح الرئيس المنتخب أو نائبه أو وزير الخارجية المقبل أفواههم. هذا لا يعني أنهم تجاوزوا الحادث إلى برنامج عملهم اليومي".

وتابعت "هآرتس" أن على "إسرائيل" الافتراض أن "الدفاتر في واشنطن مفتوحة واليدّ تسجّل".

وأشارت إلى أن الإدارة الحاليّة اهتمّت بتسريب سريع أنها لا تقف خلف العمليّة شرق طهران، إنما "إسرائيل".

وتابعت الصحيفة: "واشنطن ترسل رسائل محيّرة، يستصعب الإيرانيّون أيضًا تحليلها"، في إشارة إلى نقل حاملة طائرات وقاذفة قنابل ثقيلة إلى المنطقة، الأسبوع الماضي.

توقع المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، اليوم السبت، أن تقل الفرص الدبلوماسية أمام الرئيس الأمريكي المقبل جو بايدن، لحل الصراع حول البرنامج النووي الإيراني، في حال ردت إيران على مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده.

وقال كيربي في حديث متلفز لشبكة CNN الأمريكية تابعته "رام الله الاخباري": "هذا يؤدي إلى حد ما الى اغلاق مساحة الدبلوماسية المحتملة للرئيس القادم بالنسبة للرئيس بايدن، ويزيل بعض الفرص أمام متابعو الدبلوماسية خاصة إذا رد الإيرانيون بطريقة عدوانية للغاية".

وأضاف: "لا نعرف من فعل ولم يكن هناك من يتبنى، بالتأكيد هذا الشخص كان يدور في أذهان الإسرائيليين لفترة طويلة، وقد كان لديه مسؤوليات كبيرة داخل برنامج الأسلحة النووية الإيرانية، لكن القيام بذلك الان فأنت تتساءل نوعا ما عما اذا كان الإسرائيليون هم المسؤولون اذا لم يكن القليل من اهتمامهم بالتوقيت".

وتابع: "أمامك 50 يوم قبل أن يكون لديك رئيس جديد في الولايات المتحدة، قد يتخذ نهجا جديدا ومختلفا تماما تجاه القضايا في الشرق الأوسط، ورما يرغب في إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني، لذا اذا كان هذا شيئا تريد القيام به فربما ترغب في القيام بذلك قبل أن يأتي الرئيس بايدن".

وأعلنت وسائل اعلام إيرانية، أمس الجمعة، عن اغتيال العالم الإيراني المتخصص في العلوم النووية والصاروخية، محسن فخري زادة في منطقة آبسرد دماوند في طهران.

ونشر قياديا في الحرس الثوري الإيراني على تويتر تغريدةً تعهد فيها، بالثأر لقتل العلماء النوويين كما فعلت إيران في الماضي.

وكان فخري زادة على لائحة العقوبات الدولية، فيما ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي اسمه سابقاً، وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن فشل مخططات سابقة لاغتياله.

وتواجه إيران عقوبات أمريكية، ورفضًا دوليًا لخروقاتها فى مجال التطوير النووى، والذى زاد مؤخرًا عن الحد اللازم للاستخدامات السلمية، وهو ما انتقدته دول أوروبا والولايات المتحدة الموقعة على الاتفاق النووى الإيرانى الموقع عام 2015.

واتهم حسین دهقان، المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، مساء الجمعة، "إسرائيل" بالمسؤولية عن اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده في طهران.

ونقلت وسائل الاعلام عن دهقمان، تأكيده أن رد طهران على اغتيال العالم فخري زادة سينزل كالصاعقة على رؤوس القتلة. وفق وصفه.

وأعادت وسائل الاعلام الإسرائيلية، الجمعة، نشر حديث سابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عام 2018، عندما تحدث آنذاك عن العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، الذي اغتيل اليوم في طهران.

ووصف نتنياهو في كلمته عام 2018 فخري زاده بأنه يقود برنامج طهران النووي العسكري، قائلا: "تذكروا هذا الاسم فخري زادة".

عرب 48