إيران تشيع عالم النووي فخري زادة وسط مطالبات بالانتقام

تشييع جثمان العالم الايراني

رام الله الإخباري

شيعت إيران اليوم عالم النووي الكبير محسن فخري زادة الذي تم اغتياله الجمعة الماضية في طهران، بحضور عدد كبير من المسؤولين العسكريين والمدنيين، وسط مطالبات بالانتقام من قاتليه.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أدرجت العالم زادة على لائحة العقوبات عام 2008 على خلفية "نشاطات وعمليات ساهمت في تطوير برنامج إيران النووي"، في حين اتهمه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سابقا بالوقوف خلف برنامج نووي "عسكري".

وشارك في التشييع وزير الدفاع أمير حاتمي، وقائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، وقائد "فيلق القدس" في الحرس العميد إسماعيل قاني، ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي، وذلك بالتزامن مع تظاهرات عمت مدنا إيرانية تطالب بالانتقام للعالم زادة الذي كان يشغل منصب رئيس منظمة الأبحاث والإبداع في وزارة الدفاع.

ولف المشيعون جثمان العالم النووي بالعلم الإيراني وأكاليل الورود، ورفعوا صوره إلى جانب صور المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، وصور القائد السابق لـ"فيلق القدس" اللواء قاسم سليماني، الذي اغتيل في يناير الماضي بضربة جوية أمريكية في بغداد.

وكانت وزارة الدفاع قد أعلنت سابقا أن مراسم التشييع ستقتصر على عائلة الراحل فخري زادة وبعض القادة، بسبب جائحة كورونا.

وتوعد المرشد الإيراني الأعلى آية الله على خامنئي عقب الاغتيال بالثأر للعالم النووي زادة.

ونقلت قناة العربية أن خامنئي وعد بالثأر لدماء العالم النووي الذي تم اغتياله في عملية استهدفت سيارته بالقرب من العاصمة طهران.

من جهته أشار وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في يوم الاغتيال إلى وجود دلائل واضحة على تورط "إسرائيل" في اغتيال العالم الإيراني.

وذكر أن العالم زادة من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين الذين كانت تسعى الاستخبارات الإسرائيلية لاغتياله، وقد أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قبل عامين عن اسمه في أحد المؤتمرات الصحفية.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني اتهم "إسرائيل" باغتيال العالم النووي زادة.

وتطابق ذلك مع نقل صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن 3 مسؤولين أمريكيين، اثنان منهم مسؤولو الاستخبارات الأمريكية، قولهم إن "إسرائيل" وراء عملية اغتيال العالم الإيراني الذي كان منذ فترة طويلة هدفا للموساد.

وقال روحاني في بيان له، نقله التلفزيون الإيراني، إن الأيدي الشريرة للاستكبار العالمي مع النظام الصهيوني المغتصب كمرتزقة، تلطخت مرة أخرى بدماء أحد أبناء هذه الأمة، مؤكدا أن هذه الجريمة لن تبطئ مسار بلاده النووي بل سيزيد عزمها.

وأضاف أن الأمة الإيرانية غرقت في الحزن على خسارة أحد علمائها المجتهدين، وهو خسارة فادحة، إلا أنه اعتبر أن عملية اغتياله أظهرت شدة يأس العدو ونتيجة عجز أعداء إيران في المنطقة وفشلهم في الملفات السياسية.

وأرسلت إيران رسالة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن الدولي اتهمت فيها "إسرائيل" بالضلوع في عملية الاغتيال، وأنها تحتفظ بحقها في الرد والدفاع عن نفسها، مطالبة إياهما بإدانة عملية الاغتيال.

ونقلت وكالة أنباء "إرنا" الرسمية بيانا عن القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، توعد فيه بانتقام قاس من قتلة العالم فخري زادة، متهما "إسرائيل" بالوقوف وراء اغتياله.

وعن كيفية اغتياله، أوضح وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، للتلفزيون الإيراني أن سيارة زادة تعرضت لإطلاق النار أولا ثم انفجرت سيارة "بيكاب" التي كانت تحمل المتفجرات، ما أدى لإصابته واثنين من مرافقيه بجروح، حيث جرى نلقهم إلى المستشفى لكن الجهود الطبية لم تفلح في إنقاذه.

وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أعلنت اغتيال العالم النووي الإيراني المتخصص في مجال الصواريخ النووية، محسن فخري زاده، الذي يعمل رئيسا لهيئة البحث والإبداع في وزارة الدفاع الإيرانية.

وكالات