رام الله الإخباري
توصل باحثون أردنيون، مؤخرا، إلى أن هناك علاقة قوية بين التدخين ومضاعفة العدوى بفيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض "كوفيد 19" الذي أودى بحياة مئات آلاف البشر وأصاب الملايين حول العالم.
ووفقا للباحثين من العديد من المستشفيات والجامعات الأردنية، فإن التدخين يرفع الإنزيمات التي تسمح لفيروس كورونا بالوصول إلى خلايا الرئة، والتي تعد الموطن الأساسي للفيروس في الجهاز التنفسي، فيما يرتبط بمستويات أعلى من الجينات المرتبطة بـ"كوفيد 19".
وأضح الباحثين، أن التدخين يتضمن 7 آلاف مادة كيميائية سامة يحتويها دخان التبغ برئتي الإنسان، منها 70 مادة تسبب السرطان مباشرة، الأمر الذي يضيق الخناق على رئة المدخن وقدرتها على الصمود في وجه فيروس كورونا.
كما أشارت الدراسات الأردنية إلى أن التدخين يتسبب في انسداد رئوي مزمن وانتفاخ فيها، والتهاب حاد وسريع في الجهاز التنفسي، ما يسهم في فشل تأمين منسوب آمن من الأكسجين في الدم.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" عن أستاذ علم الأمراض وعميد كلية الطب بالجامعة الأمريكية في بيروت غازي الزعتري، تأكيده أن كل المنتجات التي تدخن لها تأثير على الجهاز التنفسي والقلب والأجهزة الدموية.
وأشار الزعتري إلى أن استخدام السجائر يتسبب بأضرار بالغة، كزيادة في حالات الانسداد والانتفاخ الرئوي، وجلطات القلب والدماغ، وسرطان الرئة والبنكرياس، ومرض السكري، وأضرار على المرأة الحامل وجنينها.
وأكد أن السجائر تقتل نصف متعاطيه تقريبا، أي أكثر من 8 ملايين نسمة سنويا، بينهم نحو7 ملايين يتعاطونه مباشرة، ونحو 2ر1 مليون من غير المدخنين يتعرضون لدخانه لا إراديا.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن تدخين الأرجيلة يحدث في أماكن عامة وتجمعات، وهو ما يوفر فرصة كبيرة لانتشار الفيروس.
وأوضح الزعتري أن تعاطيها يزيد من خطر انتقال الأمراض، ويحفز انتقال كورونا المستجد في التجمعات، كما أن مستوى الخطر يزداد عندما يكون تدخين الأرجيلة في أماكن مغلقة.
بدوره، أكد استشاري أمراض القلب والشرايين رئيس قسم القلب في مستشفى البشير الدكتور فخري العكور، أن التدخين يضعف مناعة الجسم ودفاعاته، ما يسهل على فيروس كورونا الدخول الى الخلايا والاستيلاء عليها.
وقال العكور: إن "كورونا يجد مكانا مناسبا لانتشاره في حويصلات الرئتين بعد مهاجمتها، حيث يسبب التهابا حادا يمنع تبادل الغازات في أنسجة الرئتين، وعندها تتراجع مستويات الأكسجين في الدم ويغدو المريض بحاجة إلى جهاز التنفس الاصطناعي.
أما أخصائي الأمراض الصدرية والتنفسية وأمراض النوم، محمد الطراونة، فأكد أن المدخنين هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التنفسية خاصة انسداد القصبات الهوائية المزمن، وهم أكثر عرضة للالتهابات الرئوية من غير المدخنين.
وبيّن أن التدخين يؤثر على الأنسجة والأغشية داخل الرئة والقصبات الهوائية، ويضعف المناعة، ويزيد من إفراز البلغم الذي يغدو وسطا جيدا لنمو البكتيريا.
وأشار الى أن في كل سيجارة يدخنها الإنسان نحو7 آلاف مادة مسرطنة تخترق الجهاز التنفسي، وتؤثر على كل أعضاء الجسم، داعيا المدخنين للإقلاع عن التدخين خاصة في ظل انتشار جائحة كورونا، وتزايد احتمالات الإصابة بالالتهاب الرئوي الذي يسبب الوفاة في بعض الحالات.
رؤيا