كلمه " سامحوني " في القدس يعني اعتقال !

لم يكن يعلم الشاب المقدسي هادي العجلوني (19عامًا) أن تدوينه كلمة \"سامحوني\" على صفحته الشخصية \"بالفيس بوك\"، ستقوده للاعتقال الإسرائيلي، بادعاء سلطات الاحتلال أنه ينوي تنفيذ عملية فدائية.

واعتقلت قوات الاحتلال الشاب العجلوني صباح الجمعة من البلدة القديمة في القدس المحتلة، واقتادته إلى مركز شرطة \"القشلة\" ومن ثم مركز تحقيق\" المسكوبية\" غربي المدينة للتحقيق معه.

ويأتي هذا الاعتقال في ظل استمرار مخابرات الاحتلال في تنفيذ سياسة التجسس ومراقبة الفلسطينيين، منتهكة بذلك خصوصيتهم، وحقهم في التعبير عن الرأي الذي كفلته لهم كافة القوانين والأعراف الدولية.

وعقب اعتقال العجلوني، أطلق نشطاء مقدسيون هاشتاغ \"#سامحوني\" على صفحات \"الفيس بوك\" تضامنًا معه، حيث لقي رواجًا كبيرًا.

ويقول رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب لوكالة \"صفا\" إن سلطات الاحتلال تعتقل أي فلسطيني بالقدس لمجرد عبر عن رأيه أو كتب كلمة بسيطة على مواقع التواصل الاجتماعي.

\"وقبل أربعة أشهر شاهدنا اعتقال قوات الاحتلال للمقدسي إسلام النتشة لكتابته دعاء على الفيس بوك مفاده اللهم ارزقنا الشهادة على أعتاب المسجد الأقصى، وحكم عليه خمسة أشهر إداريًا، ولا يزال يقبع في سجن النقب\".

ويضيف أن مخابرات الاحتلال وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة من الهوس في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحت تُحلل الكلمات المدونة على صفحات الفيس بوك الخاصة بالمقدسيين بصورة غريبة وعجيبة، تهدف لإدانة أي مقدسي يمكن أن يؤثر على السكان.

وبحسب أبو عصب، فإن الاحتلال اعتقل العجلوني، لاعتقاده وتحليله أنه يجهز نفسه لتنفيذ أي عمل جهادي، وجرى التحقيق معه وتمديد اعتقاله لليوم، حيث سيتم عرضه على قاضي محكمة الصلح الإسرائيلية مساءً للنظر في قضية اعتقاله.

و\"تُعبر هذه السياسة الإسرائيلية عن مدى التخبط والحقد في عقول وقلوب ضباط الاحتلال ومخابراته تجاه الفلسطينيين في القدس، بالإضافة إلى حالة الأزمة التي يعيشها الاحتلال بالمدينة وتضعه في مأزق\".

ويوضح أن الاحتلال يعطي المجال الواسع والمساحة الكاملة للمستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة بكتابة ونشر بياناتهم التحريضية والعنصرية التي تطالب بقتل الفلسطينيين والعرب دون ملاحقة أو محاكمة، في المقابل يعتقل ويقمع المقدسيين حال كتبوا أو نشروا أي شيء على الفيس بوك.

ويطالب أبو عصب العالم بأن يشاهد حجم الظلم والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون سواء بالقدس أو الداخل المحتل جراء سياسات الاحتلال المتواصلة.

وينوه إلى أن الاحتلال اعتقل قبل 4 أشهر ونصف عشرة مقدسيين بتهمة \"التحريض على الفيس بوك\"، ولا يزالون ينتظرون المحاكمة، حيث يطالب الاحتلال بإنزال أقسى العقوبة بحقهم.