ليث العلامي
تُعتبر التوقعات الموسمية أو الفصلية ، توقعات بعيدة المدى ، يصعب أن تكون ذات دقة عالية أو أن تحتوي على تفاصيل مثل التوقعات اليومية أو الأسبوعية ، لكنها تعد وسيلة لأخذ فكرة عن طبيعة الموسم المُقبل فهي قد تُساعد بعض الأفراد أو القطاعات كقطاعي الطاقة و الزراعة في أخذ بعض الاستعدادات بشكل مُبكر.
و من هذا المُنطلق ، فإن التوقعات الشهرية (الفصلية) تختلف عن التوقعات العادية اليومية ، في طريقة إعدادها واستنباطها ، حيث تعتمد على مُعطيات إحصائية ورصدية وتنبؤية كثيرة جداً وشديدة التعقيد على مستوى الغلاف الجوي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية كاملاً . وعند النظر لخريف هذا الموسم حتى الآن ، فنجد أنه بدأ مُتأخراً قليلاً حيث سادت أجواء أقرب للصيفية جافة وحارة خلال شهر تشرين أول/اكتوبر دون أي أمطار هامة تٌذكر .
ولكن منذ بداية شهر تشرين ثاني/نوفمبر الجاري ، تغيرت الأنظمة الجوية في النصف الشمالي للكرة الأرضية لصالح شرق المتوسط وبلاد الشام بٍفعل تموضع لمرتفع جوي في اغلب الأيام غرب ووسط القارة الأوروبية مما سمح بتوجه وإندفاع الكتل الهوائية الباردة من شمال شرق اوروبا نحو جنوب شرقها ومن ثم الحوض الشرقي للمتوسط .
أما عن بقية التوقعات لأشهر الشتاء المقبلة ما بين كانون أول/ديسمبر وحتى مارس/اذار، فتشير التوقعات الإحصائية إضافةً لبعض المراكز العالمية الُمختصة بالتوقعات الشهرية إلى أن موسم الشتاء المقبل سيكون حول معدلاته العامة من ناحية الأمطار وذلك يعني أن الأمطار ستكون حاضرة على فترات طيلة أشهر الشتاء بشكلٍ طبيعي دون حدوث فترات إنقطاع طويلة ويٌستبعد حدوث فترات جفاف .
وبالنسبة لدرجات الحرارة فأيضاً ستكون حول معدلاتها العامة خلال الأشهر الثلاثة القادمة في معظم الفترات ، مع توقعات أن تحدث موجات أبرد من المُعتاد أحياناً .
الثلوج
وقد تسأل شريحة واسعة من الناس ، عن فرص الثلوج خلال الموسم الشتوي المقبل ، وهنا الإجابة تكون صعبة على هذا السؤال عندما نتحدث عن توقعات لمدى طويل ، ولكن من ناحية إحصائية وإرشيفية فإن آخر عاصفة ثلجية تأثرت بها فلسطين كانت قبل خمسة سنوات مع موسم 2014/2015 بتاريخ 19-2-2015
وهذا لم يسبق أن حدثَ منذ ثلاثة عقود حيث لم يُسجل أن غابت العواصف الثلجية عن فلسطين لأكثر من 5 أعوام بشكل متتالي منذ موسم 1991/1992 ، وهذا من شأنه أن نقول إحصائياً أن فرص تأثر فلسطين بعاصفة ثلجية خلال الموسم القادم واردة بعد مشيئة الله.