رام الله الإخباري
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا لنقيب سابق في مشاة البحرية الأمريكية، يقول فيه إن الحرب التي مضى عليها 19 عاما في العراق وأفغانستان، وقتل فيها آلاف الجنود الأمريكيين، وأنفقت فيها مليارات الدولارات، تؤكد أن الولايات المتحدة قد خسرت فيها.
وقال "تيموثي كودو" في المقال: إن نشر قرابة 3 ملايين جندي في العراق وأفغانستان على مدى السنوات الماضية، "فإن هزيمتنا هي خسارة شخصية بشكل فريد"، مبينا أنه كان مؤمنا بمهمته وبأنه كان يجلب شيئا مثل الديمقراطية إلى العراق وأفغانستان.
ولفت إلى أنه الآن لا يرى كيف يمكن للمرء أن يكون قاتلا وأن يكون بانيا لأمة في نفس الوقت.
وأضاف: "هناك أمر مسلّم به وهو أنه كلما قتلت الشخص الخطأ، فإنك تخلق المزيد من المتمردين. ويتساءل الكاتب: كيف يأسر قلوب وعقول السكان المحليين من يتجول بينهم بمدفع رشاش ويطلق النار على الناس؟
وشكك كودو في نمط التفكير الأميركي القائم على تصور أنه إذا انسحبت القوات من أفغانستان فستبدأ حرب أهلية جديدة على الفور، قائلا إذا كانت الحرب الأهلية ستندلع اليوم في أفغانستان، فإن الأفغان كانوا في حرب أهلية عام 2001 عندما ذهبت القوات الأميركية إلى هناك أول مرة.
وأكد كودو أن الهدف من وجود القوات الأميركية على الأرض هو السيطرة على المسلمين وعلى الشعب الأفغاني، كما يعتقد هذا الكاتب أن الشعب الأميركي لم يحدّث معلوماته عن الحرب الأفغانية منذ عام 2001 أو 2002، وأن كل المسؤولين عن أحداث سبتمبر/أيلول 2001 ماتوا، وأن العدو الأساسي في أفغانستان هو طالبان.
وأكد على أهمية أن يفهم الأميركيون أن حركة طالبان ليست تنظيم القاعدة، فإن كانت القاعدة تركز على محاربة الولايات المتحدة، فإن طالبان ترفض تلك الفكرة برمّتها، وهمها ليس جعل العالم إسلاميا بل جعل أفغانستان إمارة إسلامية.
وأوضح كودو أن هذه الحروب ستدخل أخيرا كتب التاريخ، لا باعتبارها هزائم فقط، ولكن ملوثات للشرف الوطني.
الجزيرة نت