موقع مدينه رام الله | منوعات :
في مجتمع تنتشر فيه ثقافة “العيب” والخوف من البوح بالمشاكل المحيطة بالفتاة، ينظر إلى المتحرش بأنه بطل القصة وبأن الفتاة تستحق ما تتعرض له من تحرش ومعاكسات. إحدى الفتيات اللواتي تعرّضن للتحرش الجنسي تروي بعضا مما عاشته وشعرت به. يتعرض عدد كبير من الفتيات للتحرش والمعاكسات، وعندما تشكو الفتاة من هذه التصرفات تتوجه أصابع الاتهام إليها وتصاغ للرجل مبررات ليمسي بريئا من أفعاله. اعتدت أنا وإحدى صديقاتي الحديث عن بعض الأمور التي تزعجنا، وبدأت تحدثني عن موقف أخفته أعواما عديدة عن عائلتها خوفا من اللوم والانتقاد. فعندما كانت صديقتي في الثامنة من عمرها توجهت لزيارة صديقة لها في منزلها، وهناك تحرش بها والد صديقتها بوحشية، فلاذت بالفرار دون أن تخبر أحدا بقصتها.
ولم تقتصر أفعاله المشينة على هذا الموقف فحسب، بل حاول أكثر من مرة التعرض لها وهي في طريق العودة من المدرسة إلى منزلها، فأصبحت تستقل سيارة أجرة خشية منه. وأخبرتني أنها لا تزال تتعرض للتحرش، لكن هذه المرة أصعب بكثير لأن “الوحش” الثاني هو فرد من عائلتها، فتقول: “حاول زوج أختي لمس صدري أكثر من مرة”. وتضيف صديقتي: “صدمتني أفعاله المزرية خاصة أنه وحين يزورنا في المنزل أكون مجبرة على التعامل معه دون إشعار أحد بما يحصل، لكنني لا أستطيع إخبار عائلتي أو حتى أختي بأفعال زوجها حتى لا أتسبب في تدمير زواجها”. رفضت الفتاة أن تبوح باسمها خوفا من لوم المجتمع، فهي ترى أنه من الأفضل لها أن تصمت لأن المجتمع سيلقي اللوم عليها دون النظر إلى المتحرش أو معاقبته. من المسؤول عن تمرد المتحرشين؟ متى سيكون هناك قوانين تردعهم؟ متى سينتهي شعور الفتاة بالخوف من الإفصاح عن مشاكلها لتتخطى الواقع؟
الكاتبة: براءة عبدو
المحررة: جلاء أبو عرب