رام الله الإخباري
لم يستطع أن يستقبل الطفل المقدسي بشار عليان، يومه التالي في الدراسة بالمدرسة، كأصدقائه في مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، بعد فقدانه لعينه اليسرى برصاصة مطاطية أطلقها عليه جندي إسرائيلي أثناء اقتحام البلدة في السابع عشر من الشهر الجاري.
بشار عليان، البالغ من العمر 15 عاما، هو طالب في الصف العاشر في إحدى مدارس مدينة القدس المحتلة، عاش كغيره من أطفال المخيم تحت ظلم الاحتلال، لكن استهدافه بشكل مباشر بينما كان عائدا من مدرسته مع أصدقائه في الشارع كان آخر ما توقعه والده الذي أوضح أن ابنه مثالا في الصبر.
ففي ساعات الظهر من يوم الثلاثاء الماضي، كان الطفل عليان قد غادر مدرسته وعائد إلى بيته في مخيم قلنديا، فيما تزامن ذلك مع اقتحام أعداد كبيرة من قوات الاحتلال مخيم قلنديا ومحيطه شمال القدس المحتلة، لتأتيه رصاصة تفقده عينه فجأة ودون سابق انذار.
ونقل موقع "القسطل" المحلي عن والد بشار تأكيده أنه تم نقل ابنه إلى مشفى النجاح في نابلس، وأُجريت له عملية بشكل عاجل، وتم استئصال عينه، مبينا أن الرصاصة أحدثت تهشّمًا في الجهة اليمنى من الجيوب الأنفية، وكسر بسيط في الجمجمة.
وأضاف الوالد: "بعد إصابته شعرت كم أنه جبّار، وصبور، ومتفهّم جدًا لحالته، لا شكّ أن الحالة النفسية ستلعب دورها خاصة أنه فقد شيئًا غاليًا، لكني على يقين أنه سيتجاوز هذه المحنة عن قريب، من خلال عزيمته وإرادته أولًا، ثم دعم العائلة والأصدقاء له".
وأتابع: "جزءا من جسد نجله بشار سبقه للجنة، والحمد لله، إنه قدرنا، كما أن الوطن يحتاج للتضحية".
ويتعرّض مخيم قلنديا ومحيطه بشكل دائم لسلسلة من الاقتحامات والاعتقالات والاعتداءات، يبين والد الطفل بشار أنه وعائلته وأولاده الثلاث؛ معتز، بشار وبتول، تعوّدوا على ذلك منذ طفولتهم، فالمضايقات باتت يومية.
رام الله الإخباري