رام الله الاخباري:
تراجع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم السبت، عن تصريحاته السابقة التي أثارت الغضب في كافة أنحاء العالم الإسلامي، مؤكدا أنه لا ينكر حضارة الإسلام العظيمة.
ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، عن ماكرون تأكيده أن بلاده لا تنكر فضل الحضارة الإسلامية، بدء من رياضياتها مرورا بعلومها، وليس انتهاء بهندستها المعمارية.
وأشار ماكرون إلى أنه أعلن تشييد معهد في باريس للتعريف بهذه الحضارة العظيمة، منتقدا حديث القادة الإسلاميين عن بلاده بأنها تحارب الإسلام وحرية التعبير.
وعاد ماكرون دعوته للعالم الإسلامي إلى عدم تحريق أو فهم تصريحاته بشكل خطأ، متفاجئا من فهم تصريحاته بشكل خطأ.
وأضاف الرئيس الفرنسي: "في الحقيقة، هذا ما حدث في مقال نُشر على الإنترنت الخميس، لقد حُرّفت تصريحاتي وتم استبدال مصطلح "الانفصالية الإسلاموية"، وهو أمر يتجسد بوضوح في بلادي، بـ"الانفصالية الإسلامية".
وبين ماكرون أنه تم اتهامه بشن حملة تشويه تجاه مسلمي فرنسا لأغراض انتخابية ولإثارة البلبلة، موضحا أنه لن يناقش الخلفيات المثيرة للجدل لهذا المقال.
وتابع: "منذ أكثر من خمس سنوات إلى يومنا هذا، ومنذ الهجمات التي شُنّت على شارلي إيبدو، واجهت فرنسا موجة من الهجمات التي ارتكبها "إرهابيون" باسم الإسلام الذي قاموا بتشويهه، وتم قتل 263 شخصا في بلادنا، من بينهم ضباط شرطة وجنود ومدرسون وصحفيون ورسامو كاريكاتير ومواطنون عاديون".
وادعى ماكرون أن أجهزة المخابرات والشرطة دفعت ثمنا باهظا في محاولتها لمنع عشرات الهجمات كل سنة، زاعما أنه ومنذ 2015 باتت فرنسا أرضا خصبة للارهاب.
وأكمل مزاعمه قائلا: "في مناطق معينة وعبر شبكة الإنترنت، تقوم الجماعات المرتبطة بالإسلام الراديكالي بتعليم الأطفال المبادئ التي تشجع على كراهية الجمهورية وتدعوهم إلى تجاهل قوانينها. لهذا السبب أسميتها "الانفصالية" في إحدى خطاباتي".
وشدد ماكرون على أن بلاده لن تسمح بهذه الممارسات، وستقف بالمرصاد ضد "الإرهابيين" الذين يريدون تحطيمها.
وتابع: "لن أسمح لأيٍّ كان بأن يزعم أن فرنسا أو حكومتها تعمل على تعزيز العنصرية ضد المسلمين. إن فرنسا - التي تتعرض للهجوم لهذا السبب - دولة علمانية بالنسبة للمسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين وجميع المؤمنين".
يذكر أن ماكرون في وقت سابق، كان قد أنه سيواصل محاربة ما اسماه "التطرف الإسلامي" من دون هوادة، فيما أكد في تصريحات سابقة أيضا أنه لن يمنع نشر هذه الرسومات المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وكان ثلاثة فرنسيين قد قتلوا قبل أيام بهجوم بسكين على كنيسة نوتردام في مدينة نيس جنوب البلاد.
يذكر أن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، كان قد رجح وقوع مزيد من الهجمات على الأراضي الفرنسية.