متى ستعود الحياة إلى طبيعتها؟ خبراء يرجحون التاريخ والشروط

متى ستعود الحياة الى طبيعتها

رام الله الاخباري : 

لا يزال تحديد تاريخ تقريبي أو حتى دقيق لعودة الناس إلى حياتهم الطبيعية العادية ما قبل وباء كورونا، مشوبًا بكثير من التضارب.

وهو ما حمل صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية لتتساءل عن إن كان ذلك قريبًا أم لا وفي وظل استمرار ارتفاع أعداد الاصابات في الفايروس بشكل يومي، وهو ما يؤشر على أن فصل الشتاء الذي يطرق الأبواب قريبًا سيكون الأكثر اضطرابًا.

وكان عدد من الأكاديميون الأمريكيون قد رسموا خارطة طريق للعودة إلى الحياة الطبيعة، وقدموا مقترحات عدة في إطار ما عرف بإعلان "غرينت بارينغتون" وهي منطقة في ولاية ماساشوستس.

وفي هذا الإعلان يدعو الأكاديميون إلى حماية  الأشخاص الأكثر عرضة؛ في إشارة إلى كبار السن ومن يعانون الأمراض بشكل مسبق، في مقابل عودة باقي الفئات العمرية الأخرى إلى الحياة الطبيعية، لاسيما الشباب، كما نصحوا بفتح المدارس والجامعات والمطاعم وباقي المحلات التجارية الأخرى.

وأوصوا بفتح القاعات الرياضية وإقامة الأنشطة الثقافية، موازاة مع اتباع قواعد بسيطة في النظافة الشخصية، منوهين إلى أن انتشار العدوى وسط هؤلاء الأشخاص سيقود على الأرجح إلى تحقيق مناعة جماعية أو ما يعرف بمناعة القطيع.

ويقول الباحثون إن الفيروس سيتوقف عن الانتشار حينما يكتسب الناس مناعة ضده، وهذا ممكن بإتاحة الحياة العادية للأصحاء وحماية الأشخاص الأكثر عرضة.
وتبعًا لذلك، فإن الدول التي تريد الأخذ بهذه المقاربة، بوسعها أن تسمح بعودة الحياة العادية ابتداء من الآن، أي قبل طرح أي لقاح ودواء خاصين بفيروس كورونا الذي أحدث شللا غير مسبوق في اقتصاد العالم.

لكن ثمة من يرى أن هذه السياسة قد تكون محفوفة بالخطر، لأنه من المحتمل أن تفضي إلى موجة جديدة من إصابات ووفيات فيروس كورونا الذي ظهر في الصين، أواخر العام الماضي.

وقد رأى الباحثين مارتن كيلدوف (جامعة هارفارد) وسونيترا غوبتا (جامعة أوكسفورد) وجاي باتاشاريا (جامعة ستانفورد) أن الصواب هو إتاحة الحياة العادية للأشخاص الأقل عرضة حتى يكتسبوا المناعة بعد إصابتهم بشكل طبيعي.

اما صحيفة "واشنطن بوست"، فقالت ان هؤلاء الخبراء  لا يجيبون عن سؤال بارز وهو: كم سيمرض أو يموت اشخاص  جراء تطبيق هذه السياسة في حال تم اعتمادها من قبل حكومة معينة؟ 

وأضافت الصحيفة أن ما تكشفه تجربة الأشهر التسعة الماضية هو أنه ما إن يكثر التجمع في حانات أو مطاعم أو سفر حتى يتفاقم الوضع الوبائي من خلال زيادة الإصابات والوفيات.

في المقابل، يدافع البعض عن إرجاء العودة للحياة الطبيعية إلى حين طرح لقاح أو دواء لكورونا، وهو أمر بات وشيكا، بحسب قولهم، لأن شركات كثيرة للدواء في الغرب صارت في المراحل الأخيرة من التجارب السريرية، هذا دون الحديث عن لقاحات أعلن عن جاهزيتها مثل اللقاح الروسي.

وتوقعت شركة "فايزر" الأميركية، مثلا، أن تقدم طلب الاستخدام الطارئ للقاحها في أواخر نوفمبر المقبل، لكن السؤال الذي يطرحه خبراء ينصب حول مصير البلدان النامية، وما إذا كانت ستتأخر كثيرا في الحصول على لقاح.

وإزاء هذه "الحيرة" في تحديد عودة محتملة إلى الحياة الطبيعية، يبدُو أن دولًا كثيرة في العالم ترفض العودة إلى الحجر الشامل، نظرًا إلى التكلفة الباهظة، لكنها تحرص في الوقت نفسه، على تخفيف القيود أو تشديدها، استنادا إلى تطور وضع الوباء.

أما عندما يصبح اللقاح والدواء جاهزين، فإن العودة إلى الحياة الطبيعية ستكون مرتبطة بقدرة كل بلد على توفيرهما لمواطنيه، وجهود التلقيح ستبدأ على الأرجح من الأشخاص الأكثر عرضة لمضاعفات "كوفيد 19" ومن يعملون في قطاعات حيوية.