رام الله الاخباري:
أعادت صحيفة معاريف العبرية، اليوم الجمعة، نشر مقابلة سابقة مع نائب رئيس جهاز الشاباك الأسبق يتسحاق إيلان، الذي تم الإعلان عن وفاته صباح اليوم بفيروس كورونا المستجد، تحدث خلالها عن تفاصيل عملية اغتيال الشهيد يحيى عياش، وقائد كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية رائد الكرمي.
وحول ملابسات وظروف اغتيال الكرمي، قال إيلان، إن اغتيال الكرمي كان ضرورة ملحة بعد أن رفض عرضًا أوروبيًا لوقف الهجمات، بعد أن نقلت فتح العرض له لدراسته، لافتاً إلى أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال آنذاك آريئيل شارون كان مهتماً جداً باغتياله.
وأضاف: أن "شارون كان يوميًا يتصل برئيس الشاباك حينها آفي ديختر، ويسأله لماذا الكرمي على قيد الحياة حتى الآن، اقتلوه فورًا"، زاعماً أنه كان يخطط لهجوم كبير في نتانيا، ومشيراً إلى أنه نجا من محاولتي اغتيال واستشهد في الثالثة.
وحول اغتيال المهندس يحيى عياش، قال إيلان إنه كان جزءً مهمًا من عملية اغتياله حيث كان مسؤولًا في جهاز الشاباك بمنطقة قطاع غزة، مضيفا: أن "عياش كان لديه قدرة كبيرة على النجاح ولديه كاريزما غير عادية وحذر للغاية وكانت تمر ليلتان لا ينام فيهما".
وتابع: أن "عياش كان متدينًا بشكل كبير عن ما نعرفه عن نشطاء حماس وغيورًا بجنون"، وحول وصوله لقطاع غزة قال: "كان بغباء منا، كنا نفتش من يخرج من غزة وليس من يدخل إليها، لم نعتقد أبدًا أنه كان سيدخل للقطاع أو يستجري أحد على فعل ذلك".
وعن ملابسات اغتياله، قال:" "كانت البداية الفعلية بعد أن رصدنا مكالمة لشخص اتصل به عياش في الضفة، لكن لم يكن هذا ناشطًا في حماس أو من عائلة تنتمي إليها، وطلب عياش منه أن يشتري هاتفًا له، ونحن دبرنا طريقة ليشتري الهاتف الذي نريد وأتت من هنا بالصدفة فكرة وضع متفجرات في الهاتف بعد أن حولنا هذا الشخص إلى وكيل أحمق بدون أن يشعر".
وأشار إلى أن العميل الذي أوصل الهاتف ليحيى عياش، قد اصطحبه إيلان في رحلة جوية في سماء مدينة القدس المحتلة، لشرح تفاصيل الخطة له، مشيراً إلى أن الهاتف الذي استخدم في عملية التفجير كان من نوع ألفا، وهو من أغبي أنواع الهواتف في العالم، ولا يمكن تغيير الشريحة منه.
وأوضح أن عملية تهريب الهاتف ووصوله لغزة أطلق عليها اسم "طبيب أمراض النساء" حيث كان يتم تتبع مسار الهاتف بعد دخوله لغزة، مضيفا: "كانت هذه إحدى العمليات الأكثر روعة، والروس سمعوا عنها وقلدوها، وقتلوا زعيم الثورة الشيشانية بطريقة مماثلة".