العلماء يبرؤون الخفافيش : ليست مسؤولة عن انتشار فيروس كورونا

العلماء والخفافيش

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

في دراسات جديدة مخالفة لكل ما تم الإعلان عنه منذ بداية تفشي فيروس كورونا في العالم، أكد علماء وباحثون أن الخفافيش ليست المسؤولة عن نقل عدوى الفيروس القاتل إلى العالم والبشر.

ووفقا لتقرير لـ"بي بي سي" البريطانية، فإن العلماء أطلقوا مؤخرا، في دراسة الخفافيش حملة تحمل عنوان "لا تلوموا الخفافيش"، بهدف نشر الوعي بين الناس وتبديد المخاوف والأساطير المحيطة بهذه الكائنات، والتي تهدد جهود المحافظة عليها.

وأوضح الخبراء القائمون على الحملة، أن الخفافيش من أقل الحيوانات فهما وتقييما في العالم.

وبحسب الدكتور ماثيو بورغاريل الباحث في بيئة الحيوانات البرية، فإن الخفافيش كائنات جميلة ومدهشة في آن واحد، مبينا أن الناس يخشون كل ما هو مجهول دائما.

وأشار إلى أنه تم اكتشاف أنواع متعددة من فيروسات كورونا في العينات التي يتم أخذها من الخفافيش، من ضمنها فيروس ينتمي إلى نفس عائلة فيروسي سارس وكوفيد-19.

أما الدكتورة أليزابيث غوري، فتؤكد أن السكان المحليون في زيمبابوي يؤمون الأماكن التي تعيش فيها هذه الخفافيش من أجل جمع برازها لاستخدامه كسماد لمزروعاتهم، مبينة أن الخفافيش الآكلة للحشرات توفر نحو 3,7 مليار دولار سنويا للمزارعين الأمريكيين لدورها في تخفيف الأضرار التي تصيب محاصيلهم.

ولفتت الباحثة إلى أن أكثر من 500 صنف من النباتات تعتمد على الخفافيش من أجل تلقيحها.

وأوضحت أن العلماء لم يتمكنوا حتى اللحظة من تحديد المصدر الدقيق للفيروس التاجي، غير أن الأغلبية يتفقون على أن الفيروس انتقل للبشر من احدى الفصائل الحيوانية، والخفافيش على الأرجح.

وأضافت: "لا يعني هذا أن الخفافيش هي المسؤولة عن انتقال فيروس كورونا، بل أن تدخلنا المتزايد كبشر في حياة هذه الكائنات هو الذي يشكل أساس المشكلة، فمعظم تفشيات الأمراض والأوبئة الجديدة يمكن ربطها بالدمار الذي يسببه البشر للطبيعة".

وتابعت: "عندما تزال الغابات والأحراش الطبيعية لتحويلها إلى مراعي أو مزارع لفول الصويا أو لتشييد الطرق والمجمعات السكنية، تُجبَر الحيوانات على العيش على مقربة من البشر والمواشي مما يتيح للفيروسات فرصا للانتقال من فصيلة إلى أخرى".

من جانبه، أكد ريكاردو روشا من جامعة بورتو في البرتغال، أنه لا يمكن نفي الحقيقة القائلة إن الخفافيش، شأنها شأن الكثير من الحيوانات الأخرى، تمثل تهديدا حقيقيا للبشر كونها مضيفة لأمراض قد تكون خطيرة.

وأضاف: "لكن عندما نأخذ في اعتبارنا التنوع الكبير لفصائل الخفافيش حوالي 400 فصيلة أو أكثر نستنتج أن عدد الفيروسات القادرة على الانتقال إلى البشر التي تحملها ليس أكثر من الفيروسات التي تحملها الفصائل الحيوانية الأخرى كالطيور والحيوانات المنزلية الأليفة والجرذان".

ويقدّر العلماء أن 3 من كل 4 من الأمراض المعدية المستجدة التي تصيب البشر تأتي من الحيوانات.

وتابع الدكتور روشا: "بدلا من أن نلقي باللوم على فصيلة دون سواها، علينا إعادة النظر في علاقتنا بالعالم الطبيعي المحيط بنا".

وأشار إلى أن الخفافيش تلعب دورا حيويا ومهما في المحافظة على عافية النظام البيئي وصحة الإنسان.

وفي ذات السياق، أكد الدكتور ديفيد روبرتسون، من جامع كلاسكو في اسكتلندا، أن سبب انتشار الأمراض من الحيوانات إلى البشر ينتج بشكل أكبر عن غزو الإنسان للمناطق التي تعيش فيها هذه الحيوانات وليس العكس.

ووفقا لتقرير "بي بي سي"، فإن الخفافيش تعايشت مع البشر لقرون طويلة في علاقة عادت بالخير للطرفين، مشيرا إلى أن الخفافيش في بلدة كويمبرا الجامعية في البرتغال، تحتل مكتبة تعود إلى القرن الـ 18 لأكثر من 300 سنة، اقتاتت خلالها على الحشرات التي كانت ستلتهم كتبها ومخطوطاتها.

بي بي سي