رام الله الاخباري :
كشف الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الدينية، مساء اليوم الخميس، أن صفحة الانقسام الفلسطيني الداخلي شارفت على الانتهاء والزوال، مؤكدا أن شعبنا سيستعيد قوته ووحدته نحو المستقبل من أجل التصدي للمخاطر التي تستهدف شعبنا وقضيتنا الوطنية.
وجاء حديث الهباش عبر الفيديو كونفرنس من رام الله خلال حفل تكريم أوائل الثانوية العامة الأزهرية، الذي استضافته جامعة الأزهر بغزة ، ونظم تحت رعاية الرئيس
محمود عباس، بحضور الأستاذ الدكتور أحمد التيان رئيس جامعة الأزهر-غزة والأستاذ الدكتور علي النجار عميد المعاهد الأزهرية في فلسطين والدكتور أحمد أبو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شئون اللاجئين وراعي الحفل، ولفيف من الطلبة المتفوقين وذويهم.
وخلال الحفل أعرب أ.د. التيان عن فخره بالمشاركة في الحفل، حيث يجني المتفوقون ثمار جهدهم، متقدماً للطلبة الأوائل وأولياء أمورهم، بالتهنئة الحارة، ومباركاً لهم تفوقهم وتميزهم، داعياً الله العلي القدير أن يوفقهم للمزيد من النجاح والتوفيق.
كما أكد التيان على تقدير الجامعة للمعاهد الأزهرية بفلسطين، والتي كانت وستبقى نبراساً للتنوير ولترسيخ المفاهيم الإسلامية السامية، من خلال مناهجها التدريسية التي تحمل صفة الاعتدال والوسطية وعدم التطرف.
وقال التيان: "نقدر عالياً ما قدمته وتقدمه المعاهد الأزهرية في فلطسين منذ نشأتها في العام 1954، فهي تقدم خدماتها التعليمية المتكاملة لنحو ألفين من الطلبة الفلسطينيين سنوياً، وتقدم خمسين منحة للخريجين لاستكمال دراستهم في جامعة الأزهر العريقة بجمهورية مصر العربية، إضافة لما توفره لخريجيها من منح دراسية في الجامعات المحلية".
متقدماً بالشكر والتقدير والعرفان للأزهر الشريف؛ وشيخه فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، ولجمهورية مصر العربية رئيساً وحكومة وشعباً، على دعمهم المتواصل والأصيل للشعب الفلسطيني، والشكر الموصول للأستاذ الدكتور على رشيد النجار عميد المعاهد الأزهرية على جهوده المتميزة والمباركة، والتي أسهمت وتسهم في تطوير المعاهد الأزهرية في فلسطين، نحو افتتاح مقرات وفروع جديدة، من شأنها خدمة العلم والدين والوطن.
وعلى صعيد أخر أكد أ.د. التيان على أن فلسطين قيادة وشعباً تمر بمحنة عصيبة، محاولات لكسر إرادتنا بلقمة العيش من خلال الحصار والتضييق وإيقاف التمويل والمنح والمساعدات، وسعي لا يتوقف لإرغام قيادتنا على قبول صفة القرن المشؤومة، ومحاولات همجية مصعورة لضم الأراض فلسطينية، ودول إسلامية عربية تُطبع مع محتل فلسطين وتوقع معه الاتفاقيات في هذا الوقت الحرج؛ دون أن يستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه، مشيراً الى أنه وفي ظل هذه المحنة والضغوط وتبعاتها، تقف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها فخامة الرئيس محمود عباس صامدة صمود الجبال، معلنة رفضها للتنازل عن الحقوق التي أقرتها القوانين والقرارات الدولية، ويصطف الشعب الفلسطيني في نموذج فريد حول قيادته الحكيمة المتمسكة بالثوابت، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
من جانبه بدأ الدكتور علي النجار عميد المعاهد الأزهرية في فلسطين كلمته بأسمى آيات الوفاء والاعتزاز بالرئيس محمود عباس "أبو مازن" على جهوده في خدمة المعاهد الأزهرية، مقدما أيضا شكره للسعي الدؤوب الذي يقوم به قاضي قضاة فلسطين الدكتور محمود الهباش للارتقاء بالمعاهد الأزهرية.
وشدد النجار على أهمية تشجيع الطلبة في المعاهد الازهرية ليكملوا مسيرتهم العلمية نحو التميز والارتقاء ، مقدما شكره لمشيخة الازهر في مصر لما يقدموه من خدمات جليلة في خدمة هذه الشريحة المهمة في فلسطين.
من جهته قدم الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس للشؤون الدينية تحياته باسم الرئيس وكل القيادة وشعبنا مؤكدا أن التفوق في الدراسة هو بداية الطريق نحو عمل أكثر جدية وبذل للمجهود لتستمر مسيرة العطاء والبناء والعلم .
وأوضح الهباش دور المعاهد الأزهرية البناء في فلسطين ، مشيدا بدور الأزهر الشريف وشيخه الدكتور أحمد الطيب واصفا إياه بصديق فلسطين مقدما تحياته ومحبته لجمهورية مصر القائمة على هذا العطاء وهذا الجهد المساند لنضال شعبنا.
وقال:" نعيش الآن في مرحلة غاية من الصعوبة والحساسية والدقة ونحن بحاجة لنعيد رسم مستقبلنا بأنفسنا وليس من حق أحد أن يملي علينا ملامح طريقنا فنحن أصحاب القرار الخاص فينا ولا نتدخل في شؤون أحد ولا نقبل التدخل في شؤوننا" مضيفا:" نعيش مرحلة صعبة تكالبت علينا قوى الشر لتملي علينا ما لا نرضاه وتصفية قضيتنا الوطنية العادلة المقدسة".
وأشار الهباش إلى أن النصر قد يتأخر قليلا ولكن نثق في الانتصار في النهاية المطاف وسيبدل الله ضعفنا قوة مؤكدا أهمية استعادة الوحدة وترتيب البيت الفلسطيني وان نطوي والى الأبد صفحة الانقسام التي استمرت ١٣ عاما".
وكشف الهباش أن صفحة الانقسام قد شارفت على الانتهاء والزوال ليستعيد شعبنا قوته ووحدته نحو المستقبل من اجل ان نتصدى جميعا للمخاطر التي تحدق بنا والتي تستهدف شعبنا وقضيتنا.
وعبر الدكتور أحمد أبو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطيني عن اعتزازه بالطلبة المتفوقين مقدما مباركة الرئيس محمود عباس لهؤلاء المتميزين.
مثمنا الدور الكبير والمميز الذي تقوم به المعاهد الأزهرية في فلسطين كامتداد طبيعي للشقيقة مصر مؤكدا أنها ستبقى منارة للتفوق والنجاح والحقل الخصب للعطاء والنجاح.
واستنكر أبو هولي تسارع بعض الدول العربية للتطبيع ومساعي أخرى في هذا الاتجاه مؤكدا أن مثل هذه الممارسات تخالف الاجماع العربي في ظل استمرار قوات الاحتلال لممارساته العدوانية بحق أرضنا ومقدساتنا.
وقال أبو هولي:" لن نقف مكتوفي الايدي امام هرولة التطبيق ولن نسمح بان تكون حقوقنا جسرا لتمرير بعض مصالح الدول ولن نسمح لاحد ان يتحدث نيابة عن منظمة التحرير الفلسطيني الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.