عندما تُغتال الأحلام..

الاحلام

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

مع اقتراب الساعة الواحدة والنصف من نهار أمس الأحد، كانت الطالبة في جامعة النجاح، دينا رائد عبد الرحمن خالد، برفقة إحدى زميلاتها تقطع الشارع، قبل أن تدهسها إحدى المركبات قرب الحرم الجديد للجامعة الوطنية غرب نابلس وتتسبب بوفاتها.

الطالبة خالد (18 عاما) من بلدة جيوس شمال شرق قلقيلية، والتي لم يمض أيام على التحاقها بدراسة التمريض في كلية الطب وعلوم الصحة، التحقت بـ84 آخرين من النساء والأطفال والشباب والمسنين الذين قضوا "عنوة" في حوادث مشابهة منذ مطلع العام الجاري.. كلٌ يحمل قصة "اغتياله" المعلنة.

"كانت تحلم على الدوام أن تكون عنصرا فعالا في التخفيف من أوجاع وآلام المرضى.. وكانت تتباهى أيضا بزي الممرضين وأنها من ملائكة الرحمة" قال عمها، وهيب خالد، الذي طالب بضرورة تعديل قوانين المرور وايجاد مخالفات رادعة لكل من يزهق ارواح الناس، نتيجة الطيش والسرعة الزائدة. 

 

مطالبات بإعادة تقييم الشارع وتأهليه

شهود عيان في المنطقة التي وقع فيها حادث الدهس، أكدوا لمراسل وكالة "وفا"، ان السائق حاول تفادي الحادث لكنه فشل في ذلك، بعد تفاجئه بفتاة وزميلتها تخرجان من ابواب الجامعة، وكانت إحدى المركبات تصطف على يمين الشارع، الأمر الذي أدى الى دهس الفتاة وخروج المركبة عن مسارها واصطدامها بالجزيرة وسط الشارع.

عدد من المواطنين والسائقين طالبوا بضرورة اعادة تقييم وتأهيل الشارع وايجاد حل لمشكلة المشاة، خاصة وقت الذروة والاكتظاظ الذي يشهده مع دخول وخروج الطلاب من والى الحرم الجامعي؛ إمّا عبر انشاء جسر أو حفر نفق، أو وضع المزيد من المطبات في الشارع للتخفيف من سرعة المركبات.

 

هل تأخرت مركبة الإسعاف في الوصول الى منطقة الحادث؟

ويرى بعض شهود على الحادثة، أن تأخر وصول سيارة الاسعاف لحوالي 25 دقيقة من وقت وقوع الحادث، زاد من تفاقم الوضع الصحي للفتاة المصابة، إضافة الى تدخل بعض المواطنين الذين تجمهرا في المكان في محاولة لإنقاذ حياتها.

رئيس الهيئة الإدارية في الهلال الأحمر هلال تفاحة، قال في حديث لوكالة "وفا"، إن غرفة العمليات التابعة للهلال الأحمر تلقت نداء استغاثة الساعة 1:34 دقيقة، من مساء أمس الأحد، بوقوع حادث دهس قرب حرم الجامعة الجديد، وتحركت المركبة على الفور، والتي وصلت موقع الحادث الساعة 1:46 دقيقة.

واضاف "تم نقل الفتاة المصابة الى المستشفى، وأنهت مركبة الاسعاف مهمتها الساعة 2:21 دقيقة وعادت الى مركز الجمعية".

وأشار الى ان المواطنين في كثير من الأحيان يلقون اللوم على مركبات الاسعاف، لأن المتواجدين في مكان الحادث يشعرون بأن الدقيقة تمر عليهم كأنها ساعة، في حال كانت هناك اصابات خاصة الخطيرة منها.

وأكد تفاحة أن مدينة نابلس شهدت يوم أمس وقوع 17 حادث سير، لبت النداء لها كلها وعبر العمل من خلال مركبتين فقط تابعتين لجمعية الهلال الأحمر تعملان على مدار الساعة في المدينة، فيما توجد سبع مركبات اسعاف تابعة للجمعية موزعة على ارجاء المحافظة.

 

الشرطة: 7854 حادث سير نتج عنها 84 حالة وفاة و6062 إصابة منذ بداية العام 2020

الناطق الإعلامي باسم الشرطة العقيد لؤي ارزيقات، قال "إن الشرطة سجلت منذ بداية عام 2020 وحتى اليوم الاثنين، 7854 حادث سير، في مختلف المحافظات، نتج عنها 84 حالة وفاة، واصابة 6062 مواطنا، وصفت 89 منهم حالته الصحية بالخطيرة.

واضاف لـ"وفا"، أنه بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي 2019، فقد سجلت الشرطة وقوع 9816 حادث سير، نتج عنها 95 حالة وفاة، واصابة 7965 مواطنا، وصفت 118 منهم حالته الصحية بالخطيرة ".

واشار ارزيقات الى أن الأسباب الرئيسية لهذه الحوادث هو استهتار بعض السائقين وارتكابهم المخالفات المروية القاتلة؛ كالتجاوز والسرعة الزائدة، واستخدام الهاتف النقال، وعدم الامتثال لإشارة قف، وعدم الانتباه للمشاة في الشارع، مما يؤدي الى وقوع حوادث دهس تكون نتيجتها وفيات للشباب وشيوخ وأطفال.

وأوضح ان الشرطة حررت 81630 مخالفة مرورية منذ بداية العام 2020، مشددا على ضرورة اعادة النظر في القوانين المرورية المطبقة في فلسطين، لتصبح رادعة بشكل أكثر بحق المخالفين؛ كون المخالفة المروية اصبحت غير رادعة للسائقين.

وأكد أن محافظة رام الله والبيرة سجلت اعلى نسبة حوادث، تلتها محافظة نابلس، ثم محافظة جنين، وجاءت محافظة الخليل في المرتبة الرابعة من حيث أعلى النسب في الحوادث المرورية.

وحول حادثة دهس الطالبة من جامعة النجاح ووفاتها، يوم أمس، قال ارزيقات إن التحقيقات ما زالت مستمرة، لكن هذا الشارع أمام مبنى الاكاديمية يشهد بعض المخالفات من قبل بعض السائقين الذين يقودون مركباتهم بسرعة زائدة عن الحد المسموح في هذه المنطقة.

وطالب ارزيقات السائقين بضرورة الالتزام بقوانين السير والسرعة المسموحة المقيدة ووفقا للقانون وشاخصات المرور، موضحا أن معظم الحوادث القاتلة تقع في الطرقات الخارجية بنسبة 65-67% تسلجها الشرطة في كل عام؛ وذلك لعدم وجود رقابة عليها، وغير مجهزة بالمعايير المرورية الصحيحة، من الجزر الوسيطة والاشارات الضوئية، اضافة الى السرعة واستخدام الهاتف النقال.

وطالب المواطنين بضرورة تفعيل الرقابة المجتمعية؛ من خلال توثيق مخالفات السائقين وارسالها للشرطة، وتدخل الركاب داخل المركبة لحظة ارتكاب السائق للمخالفات كالسرعة والتجاوز واستخدام الهاتف النقال ومنعه من ارتكاب الاخطاء؛ كونها تشكل خطورة على حياتهم.

وحذر ارزيقات من ارتفاع عدد حوادث السير مع اقتراب فصل الشتاء، بسبب تكون طبقة لزجة على الطرقات مع بداية هطول الأمطار، الأمر الذي يساهم في عدم تماسك الاطارات مع الشارع، الأمر الذي يعني مزيدا من الانتباه من قبل السائقين وقيادة المركبة وفقا للطريق والاحوال الجوية والسرعة، اضافة الى اجراء الفحوصات الشتوية اللازمة للمركبات، وصيانة الفرامل والاطارات والانارة ومساحات الزجاج.

وأكد انه ستكون حملة للفحص الشتوي من قبل الشرطة بالتعاون مع وزارة المواصلات والمؤسسات المختصة، مشددا على أهمية العمل على اعادة تأهيل بعض الطرقات التي قد تكون عاملا ومسببا لبعض الحوادث المرورية.

وفا