رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
حذرت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، من "هلاك" يهدد الإنسانية، جراء الفشل في السيطرة على وباء كورونا، الذي أنسى العالم العديد من الكوارث الأخرى التي تهدده، مثل تغير المناخ الذي بات التخوف منه لا يعتبر تنبؤات بمستقبل بعيد.
ووفقا للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فإن متوسط درجة حرارة الأرض ارتفع بمقدار درجة مئوية واحدة منذ القرن التاسع عشر، وهو ما يكفي لزيادة شدة الجفاف وموجات الحرارة والأعاصير المدارية.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن غوتيريش دعوته للقوى العالمية للتكاتف وتجهيز اقتصاداتها من أجل مستقبل أخضر وإلا ستهلك" الإنسانية، موضحا أن عام 2020 كان يعد عاما محوريا لخطة البشرية لتفادي تبعات الاحتباس الحراري الكارثي، قبل كارثة كورونا.
وأضاف: "حولت أزمة كورونا ملف المناخ إلى الهامش حيث أطلقت الدول عمليات إغلاق غير مسبوقة لمحاولة إبطاء انتشاره، مشيرا إلى أن الحاجة إلى العمل بشأن المناخ أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.
وشدد على ضرورة أن يزيد الوباء من تركيز الحكومات على خفض الانبعاثات، وحثها على استخدام الأزمة كنقطة انطلاق لإطلاق سياسات "تحويلية" تهدف إلى ثني المجتمعات عن استهلاك الوقود الأحفوري.
وأضاف "أعتقد أن الفشل الذي ظهر في القدرة على احتواء انتشار الفيروس - من خلال حقيقة أنه لم يكن هناك تنسيق دولي كاف في الطريقة التي تم بها مكافحة الفيروس - هذا الفشل يجب أن يجعل الدول تدرك أنها بحاجة إلى تغيير مسارها".
وتابع "أنهم بحاجة إلى العمل معا فيما يتعلق بتهديد المناخ الذي يمثل تهديدا أكبر بكثير من تهديد الوباء بحد ذاته. إنه تهديد وجودي لكوكبنا وحياتنا"، داعيا إلى فرض ضرائب على "التلوث وليس البشر" قدر الإمكان.
ودعا الدول إلى إنهاء دعم الوقود الأحفوري، وإطلاق استثمارات ضخمة في مصادر الطاقة المتجددة والالتزام بـ "الحياد الكربوني"، صافي صفري للانبعاثات، بحلول عام 2050.
ويعد حرق الوقود الأحفوري إلى حد بعيد الدافع الرئيسي لارتفاع درجات الحرارة، مع تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الآن عند أعلى مستوياتها منذ حوالي ثلاثة ملايين سنة.
وكانت السنوات الخمس الماضية هي الأكثر حرارة على الإطلاق، فيما تذوب الصفائح الجليدية بمعدل يماثل أسوأ سيناريوهات العلماء، ما قد يؤدي إلى ارتفاعات مدمرة في مستوى سطح البحر.
وتقول الأمم المتحدة إنه لا يزال من الممكن الوصول إلى هدف أكثر أمانا يتمثل في وضع حد أقصى لارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1,5 درجة مئوية، ولكن لتحقيق ذلك، يجب أن تنخفض الانبعاثات العالمية بنسبة 7,6 في المئة سنويا هذا العقد. في حين أن عمليات الإغلاق التي تم تنفيذها أثناء الوباء يمكن أن تقلل من الانبعاثات العالمية بنسبة تصل إلى ثمانية بالمئة في 2020، حذر العلماء من أنه بدون تغيير منهجي، سيكون هذا الانخفاض بلا معنى بشكل أساسي.
وهناك مخاوف من أن حزم التحفيز الضخمة لـ كوفيد-19 التي أطلقتها الحكومات يمكن أن توفر دعامة للصناعات الملوثة.
فرانس برس