رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
انتقد علي الرباج أستاذ مادة الجغرافيا والتاريخ بالسلك الثانوي التأهيلي، حالة الدعم والمواساة الكبيرة التي وجدها لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت، مقارنة مع حالة التجاهل الكبيرة لمعاناة الشعب السوداني خلال الفيضانات الأخيرة.
وقال الرباج في مقال نشره موقع "عربي بوست": "حين وقع الحدث المفزع الذي هزّ مرفأ لبنان قبل نحو شهر تألم الجميع لهول ما وقع، وتضامن الكل مع الشعب اللبناني حكومات وشعوباً، ولم يكن للناس حديث آخر سوى لبنان وانفجار لبنان، فانتشرت المقاطع، وعلت التغريدات، وكُتبت الوسوم، وأبدع الكل في التضامن، ونادى الجميع بضرورة التضامن مع الضحايا والتخفيف عنهم وعن أهاليهم".
وأضاف:" لكن الذي أسجله هو الغياب شبه التام لهذا التضامن مع آخر؛ هو السودان، فقد أعلن المجلس القومي للدفاع المدني في السودان حالة الطوارئ في مختلف أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر، بسبب الفيضانات التي لم يسبق أن شهدتها البلاد منذ عقود من الزمن، وخلفت 100 قتيل وأضراراً مادية كبيرو فقد دمر حوالي 25 ألف بيت".
وأشار إلى أن رغم كل هذا، ورغم هذه الحصيلة إلا أن السودان لم يشهد الزخم الذي عرفته أحداث لبنان، فلم يُرفع للعلم السوداني، ولا تضامن الناس مع الشعب السوداني، ولا تقاطرت المساعدات، ولا شيء من هذا أو ذاك.
واعتبر الرباج أن هذا يعني شيئاً واحداً؛ أن التضامن ليس بالفواجع، بل بالنسب والأصل والمراتب، وحتى بالجمال والوسامة.
وتابع في مقاله: "لبنان بلاد السياحة والطرب، بلاد فيروز وماجدة الرومي اللتين حضر ماكرون بنفسه لكي يواسيهما في مصاب لبنان، ويحضنهما، ويؤكد لهما أسفه الشديد لما حدث، وهما بدورهما احتضنتاه وأبدتا إعجابهما بشهامته ومروءته، وبادلتاه أحاسيسه العميقة".
وأكمل مقاله: "لبنان ببيروت وصيدا، لبنان بلاد الجمال والفتيات الحسان، أرض الشعراء والأدباء، أقرب البلاد ثقافة لبلاد أوروبا، تستحق هذا التضامن وهذا الاهتمام، ولكن السودان لا بواكي له، لا فيروز له، ولا ماجدة الرومي، حتى يحضنهما ماكرون".
واتهم الكاتب العالم بالنفاق، الذي لا يُحتمل، والتحيُّز المقرف.وفق تعبيره.
وأضاف: "الاعلام لم يذكرنا بأن نفعل نفس الشيء مع السودان الشقيق، وكأن الأموات هناك دمى لا بشر، وكأن السودان بلد من كوكب آخر، أو أن السودان عدو لا بلد شقيق، وحتى لو كان كذلك ألا يستحق التضامن؟ نعم، فعلى الأقل نحن كمسلمين نؤمن بأنه علينا أن نتضامن مع الكل، ولو مع أعدائنا".
وأعرب الكاتب عن أسفه وحزنه لأن ينحدر الإنسان أسفل سافلين مع ما شهده عصرنا من تقدم معرفي ومادي، مشيرا إلى أن هناك علاقة تضاد تاريخية بين عالم الإنسانية وعالم المادة.
وختم مقاله بما قاله ماركس: "كلما ارتقى عالم المادة انحطّ عالم الإنسانية". وهذا ما حدث بالضبط.
عربي بوست