رام الله الاخباري:
قال تقرير طبي أمريكي، إن مرضى فيروس (كورونا) كثيراً ما يعانون من انتكاسة بعد تعافيهم من المرض، خاصة حال قيامهم بالنشاط الكبير بشكل أكبر، مشيراً إلى أن الشعور بالضعف أو التشوش بعد المهام العادية صار نمطاً مميزاً عند مرضى كوفيد-19 بأعراض طويلة المدى.
وحسب التقرير الأمريكي الذي نشره موقع Business Insider ، فإنه تم رصد حالة المريضة السابقة ماريسا أوليفر في كاليفورنيا، حيث كانت في رحلتها أثناء السفر في مايو/أيار، وقد أصيبت بالإعياء رغم تعافيها وتحسن تنفسها، وصار بإمكانها التحدث عبر الهاتف لأكثر من نصف ساعة أو السير 40 دقيقة دون الشعور بعد الارتياح.
واستدرك التقرير: "لكن السفر كان كفيلاً بإعادتها إلى الفراش فوراً، حيث بدأت مؤخراً المهام البسيطة مثل إجراء العديد من المكالمات في العمل تتركها "محطمة تماماً"؟
وأشار التقرير إلى أن المصابين بمتلازمة التعب المزمن، المعروف إكلينيكياً بالتهاب الدماغ والنخاع العضلي، يحدث أن "ينهاروا" أو "ينتكسوا" بسبب أنشطة بسيطة مثل الاستحمام أو الذهاب إلى متجر البقالة أو إحضار رسائل البريد.
وأضاف: "ربما يشعرون بالدوار أو الضعف عندما يقفون بسرعة، أو يعانون في محاولة التفكير بوضوح. وبعض هؤلاء المرضى قد يبقى طريح الفراش لأيام أو لأسابيع، دون أن يتحسن بعد النوم أو الراحة".
وفي السياق، يقول الدكتور نيت فافيني من مبادرة Forward لجمع البيانات عن مرضى فيروس كورونا في أنحاء البلاد: "يتحدث المجتمع الطبي عن مرضٍ مشابه لمتلازمة التعب المزمن يمكن أن يُصاب به الشخص بعد فيروس كورونا، وللأسف، هناك شريحة صغيرة من الناس يحدث معهم هذا، وتصبح الأعراض أمراً مزمناً يعانون منه لأعوام".
وحسب فرانسيس ويليامز، أخصائية أمراض الروماتيزم والأستاذة بعلم الأوبئة الجيني في جامعة كينغز كوليدج بلندن، فإن مرضى كوفيد-19 ينبغي أن يمر عليهم ستة أشهر على الأقل لتشخيصهم بالتعب المزمن، والعديد منهم لم يبلغ هذه المدة بعد.
وأضافت: "إن المجتمع الطبي ما زال لا يتقبل بصورة كاملة وجود المرض من الأصل".
وحسب التقرير الأمريكي، فإنه بناءً على ما يعرفه الأطباء حتى الآن، قد يكون تعرض المصابين بكوفيد-19 لجلطات الدم أحد أسباب الإرهاق.
ويقول فافيني: "إن تعرض الشخص لعدد من الجلطات الصغيرة في الرئة، يمكن أن يستمر هذا في التسبب بالإرهاق لمدة طويلة من الزمن، حتى بعد انتهاء الجلطات، إن تعرضت الأوعية الدموية لضرر".
وأشار التقرير إلى أنه يمكن أن تؤدي الاستجابة المناعية العنيفة للفيروس إلى التهابات في الجسد تضر بالأنسجة السليمة؛ إذ يمكن لاستجابة التهابية زائدة أن تعيق عمل الجهاز العصبي، ما يؤدي إلى الشعور بفقدان الطاقة، وضعف في العضلات، ومشاكل في التركيز أو النوم.
الجدير ذكره، أن دراسة أجريت في 2011 على مرضى سارس في تورنتو بكندا وجدت أدلة على أن الفيروس يمر عبر الحائل الدموي الدماغي، أي يصل إلى الدماغ ويسبب مشكلات عصبية طويلة المدى تعيق النوم والإدراك، فيما يرجح الأطباء أن فيروس كورونا قد يكون يعمل بنفس الطريقة.