تواصل ردود الفعل الرافضة للخطوة الإماراتية بالتطبيع مع الاحتلال

الامارات واسرائيل

رام الله الاخباري:

تواصلت ردود الفعل الرافضة للاتفاق الذي أعلنت عنه دولة الإمارات مع الاحتلال الإسرائيلي لتطبيع العلاقات بين الطرفين، مقابل وقف مزعوم لخطة الضم، وهو ما اعتبرته القيادة والفصائل الفلسطينية تجاوزاً للإجماع العربي حول الموقف من الاحتلال ومبادرة السلام العربية.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد، إن "ما قامت به الامارات عدوان ثلاثي على الشعب الفلسطيني حيكت تفاصيله في الظلام على امتداد اكثر من عام ونصف بين دولة الاحتلال الاسرائيلي والامارات العربية المتحدة برعاية أميركية".

وأضاف: أن "كل طرف من أطراف هذا العدوان له أجندته الخاصة، فالرئيس الامريكي يعمل سمسارا لدى الصهيونية العالمية ودولة الاحتلال الاسرائيلي وعينه على الانتخابات القادمة في الولايات المتحدة".

وتابع: "فيما يحاول نتنياهو الهرب من ملفات فساده وعينه هو الآخر على الانتخابات القادمة"، مشيراً إلى أن المسؤولين في الامارات تنصلوا من التاريخ المشرف للشيخ زايد.

وأشار إلى أن المسؤولين في الإمارات يقدمون أنفسهم بوابة عبور لقافلة التطبيع، ويريدون تغطية عارهم بورقة تين فلسطينية، بحسب ما ذكر عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة.

بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني خالد منصور، إن "الاتفاق يعد خروجا عن مبادرة السلام العربية التي تنص على عدم التطبيع قبل انهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي احتلت عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية، وهو هدية اماراتية لترامب في حملته الانتخابية، وهدية لنتنياهو ليزداد غطرسة".

وأضاف: أن "المطلوب هو موقف فلسطيني قوي واضح وجريء ضد هذا الاتفاق، وخطوات عملية ضد النظام الحاكم بالإمارات بإنهاء كامل للعلاقة معه واغلاق السفارة الفلسطينية وسحب السفير من الامارات"، متابعاً: "نرفض ان نكون ورقة التوت التي تستر عورة الامارات".

وقال: "لا نريد وقفا او تعليقا او تجميدا لخطة الضم الإسرائيلية، وانما نريد إلغاءها ودعم نضال شعبنا الفلسطيني من اجل دحر الاحتلال وإقامة دولته المستقلة".

من جانبه، قال الكاتب واستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة النجاح الوطنية مصطفى الشنار، إن "ما اقدمت عليه الامارات هو الاعلان عن عقد تحالف استراتيجي علني مع دولة الاحتلال يعمل على دمجها في منطقة الخليج".

وأشار إلى أن هذا الاتفاق يتجاوز العلاقات الدبلوماسية التقليدية بين الدول، في ظل خارطة تحالفات اقليمية جديدة تتغير فيها الخصوم والاعداء ويتم فيها الانقلاب على قضايا الامة المركزية وتتغير ثقافة الحرب والسلام، لافتا إلى أن علاقات التحالف بين الامارات والدولة العبرية قديمة وليست وليدة اليوم، لكنها كانت تجري على نار هادئة تحت الطاولة وتأخذ اشكالا متباينة.

وأضاف: "هذه العلاقات بدأت تتكشف شيئا فشيئا وبصورة ممنهجة ومدروسة لاستنزاف ما تبقى من مناعة الامة، وتحديدا في عهد ولي العهد محمد بن زايد الذي يتطابق في مواقفه مع دولة الاحتلال في قضيتين رئيسيتين، هما: الحرب على الديموقراطية, والحرب على الاسلاميين في المنطقة العربية والاسلامية".

وتابع: أن "اخطر ما في البيان الرسمي المشترك هو ذلك البند الذي يتحدث عن التخطيط الاستراتيجي للمنطقة، ما يشير الى ان هذا ليس اتفاق اعتراف متبادل فقط، بل هو تحالف لتغيير معالم المنطقة"، مشيراً إلى أن الإمارات ستسعى الى تهيئة المناخ فلسطينيا لعودة محمد دحلان وتمكينه من المنافسة على خلافة "ابو مازن".