لماذا حظرت السلطات الاسرائيلية نشر صور الجنود في الحرب الاخيرة ؟

أصدرت وزارة الجيش الصهيونية إبان العدوان على قطاع غزة الصيف الماضي قراراً يحظر نشر صور الجنود في المواقع العسكرية، والمستوطنين في ثكناتهم المغتصبة، وقد شددت الرقابة على ذلك وخاصة صور المستوطنين في ملاجئ الفرار من صواريخ المقاومة والجنود في المواقع العسكرية.

هذا الأمر يثير الغرابة والتساؤل حول سبب المنع، هل كان لدلالات أمنية يمكن أن تؤثر على أمن الكيان وتهدد سلامه مستوطنيه؟

تقوم الأجهزة الذكية والكاميرات الاحترافية بإضافة معلومات خاصة بكل صورة مثل الموقع الجغرافي، عدد الإطارات في الثانية، تاريخ إلتقاط الصورة ووقت التقاط الصورة ونوع الكاميرا وإصدارها وكذلك وصف للصورة وهل تم استخدم ضوء فلاش لالتقاط الصورة وأيضاً حقوق الصورة أو بعض المعلومات التقنية الأخرى التي تُعرف اصطلاحاً بـ EXIF.

الأجهزة الحديثة من كاميرات تصوير وجوالات عندما تلتقط الصورة فهي لا تسجل كل ما تراه العدسة فقط بل هناك بالخلفية معلومات أمنية خطيرة جداً تحملها هذه الصورة قد تدل على مكان وتاريخ ووقت التقاط الصورة وغير ذلك من المعلومات الأمنية التي تبرز إحداثيات المكان وتفاصيله.

ففي عام 2007 بعد الحرب على العراق صور جندي أمريكي نفسه داخل موقع عسكري تتواجد به طائرات أباتشي ورفع الصورة على احدي المواقع، فوصلت تلك الصور لأحد المقاتلين العراقيين الذي حدد موقع تواجد الطائرات بالضبط من خلالها ليستهدف الموقع بقذائف هاون عملت على تدمير تلك الطائرات.

المقاومة في غزة خلال حرب 2012 استغلت الصور التي تنشرها الإذاعات الصهيونية عبر المواقع الالكترونية، التي تُظهر أماكن استهداف الصواريخ داخل الكيان من أجل تحديد أهدافهم بدقة.

 فالصورة البسيطة التي أنت تراها بعينك المجردة ليست بصورة بل هي معلومات مهمة قد تستغل ضد أصحابها، من هنا حظرت وزارة الجيش الصهيونية نشر أي صورة عبر الفيس بوك وعبر المواقع الالكترونية قد تظهر مناطق عسكرية أو مناطق استهدفتها صواريخ المقاومة.

المصدر : موقع المجد الامني