لبنانيون: انفجار بيروت يشبه "يوم الآخرة" وأفظع من الحرب الأهلية

انفجار بيروت

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

وصف بعض اللبنانيين، الانفجار الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت، وأودى بحياة أكثر من مائة شخص وأصاب الآلاف، بـ"يوم الآخرة"، نظرا لما أسفر عنه من دمار هائل تجاوز كيلومترات عدّة.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الطبيب أنطوان قربان، تأكيده أنه "لم يرَ شيئا مماثلا" حتى في فترة الحرب الأهلية السابقة، مشبها ما حدث بأحداث عاشها في أفغانستان قبل سنوات.

وقال الطبيب قربان: "ما رأيته أمس كان شبيها بيوم الآخرة، حيث مصابون تسيل منهم الدماء على قارعة الطريق، وآخرون ممدّون على الأرض وفي باحة المستشفى، وذكرني بما اعتدت مشاهدته خلال مشاركتي في مهمات مع منظمة أطباء بلا حدود في أفغانستان قبل سنوات".

وأضاف قربان: "خاط الطبيب جرحي وأنا أجلس على قارعة الطريق بعد انتظار لساعات".

كما أوردت "فرانس برس"، أن سيدة تلازم ابنها البالغ 40 عاما من العمر، أكدت أنه تعرض لنزيف كبير وخضع لعملية جراحية وأنه يخضع للعلاج الآن في العناية المكثفة.

وأضافت السيدة المكلومة: "ما حدث أمس كان أفظع من الحرب الأهلية. لثوان شعرت أن قلبي خرج من صدري وأنني فقدت وعيي، كما لو أنها قنبلة هيروشيما. لن أنساها ما حييت".

بدوره، أعلن مدير مستشفى "أوتيل ديو" الطبي، الدكتور جورج دبر، عن استقبال المستشفى 300 مصاب على الأقل، فيما توفي داخل أروقة المستشفى 13 شخصا آخرين.

وقال دبر: "خلال الحرب الأهلية كنت تلميذا متمرنا في هذا المستشفى، ولم أر شيئا مماثلا"، مبينا أن الأمر الأصعب كان إخبار عائلات جاءت بحثا عن أبنائها أنهم توفوا.

وتابع: "تكرر ذلك أكثر من مرة ليلا.. من الصعب جدا أن تبلّغ أبا يحمل طفلته الصغيرة ويحاول إنقاذها أنها فارقت الحياة".

وذكرت الوكالة أن 4 ممرضات في مستشفى القديس جاورجيوس في الأشرفية، وخامسة في مستشفى الوردية في الجميزة توفيت جراء الانفجار الهائل.

وأوضح الدكتور دبر أن الانفجار جاء في ظل ارهاق الفرق الطبية من كل ما يحصل في البلد ومن كورونا.

من جانبه، أعلن مدير الطاقم الطبي في مستشفى "القديس جاورجيوس"، الدكتور عيد عازار، عن خروج المستشفى الذي يعمل فيه 1200 موظف، عن الخدمة بشكل كامل، فيما خرج أيضا مستشفى "راهبات الوردية"، كليا من الخدمة.

وأعلنت السلطات اللبنانية، اليوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت أمس الثلاثاء إلى 100 قتيل، مشيرة إلى أن نحو 100 آخرين على الأقل هم في عداد المفقودين.

أعلنت الحكومة اللبنانية، اليوم الاربعاء، حالة الطوارئ في مدينة بيروت لمدة أسبوعين قابلة للتجديد، على أن تتولى فورا السلطة العسكرية العليا صلاحية المحافظة على الأمن.

وقالت الحكومة اللبنانية في بيان صدر عنها، أن السلطة العسكرية العليا توضع تحت تصرفها جميع القوى المسلحة بما فيها قوى الامن الداخلي، والامن العام، وامن الدولة،

والجمارك، ورجال القوى المسلحة في الموانئ والمطار، وفي وحدات الحراسة المسلحة ومفارزها بما فيها رجال الإطفاء، وتقوم هذه القوى بواجباتها الأساسية وفقا لقوانينها الخاصة وتحت امرة القيادة العسكرية العليا.

وطالبت الحكومة السلطة العسكرية العليا بفرض الاقامة الجبرية على كل من أدار شؤون تخزين نيترات الأمونيوم (2750 طن) وحراستها ومحّص ملفها أيا كان منذ حزيران 2014 حتى تاريخ الانفجار.

فرانس برس