رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
أثارت ظروف جائحة فيروس كورونا المستجد، وحالة الاستقطاب الحادة في الولايات المتحدة مخاوف حول مصير الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع إجراؤها مطلع شهر نوفمبر المقبل، وسط تنافس حاد بين الرئيس الحالي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن.
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأكثر تضرراً من جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث سجلت أكثر من 4 ملايين إصابة بالفيروس فيما اقتربت الوفيات من حاجز 150 ألف وفاة، وما زال التفشي مستمراً في الدولة التي تحاول تقليل حدة الأزمة العالمية على مدار الأشهر الماضية.
ووضعت الحالة الوبائية في الولايات المتحدة سلسلة تساؤلات حول الانتخابات، لكن ظروف فيروس كورونا ليست كل ما يقلق الأمريكيين بشأن الانتخابات المقبلة، حيث تزداد المخاوف من موقف الرئيس دونالد ترامب المشكك في نتائج الانتخابات، فضلاً عن ازدياد وتيرة حالة الاستقطاب بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري.
ويخشى الامريكيون من إجراء الانتخابات في ظل الجائحة الحالية، حيث شهدت الانتخابات التمهيدية قبل أشهر، العديد من الظواهر غير الصحية مثل الطوابير التي لا تلتزم بالتباعد الاجتماعي، حيث يزداد القلق بشأن نظام تصويت يعاني من قصور واختلالات كما أن التصويت غير مركزي في الولايات المتحدة، ويختلف النظام والترتيبات الانتخابية من ولاية إلى أخرى.
ويرغب الديمقراطيون أن يتم إرسال بطاقة اقتراع لكل ناخب بالبريد، وتمديد المواعيد النهائية لاسترجاعها، في حين يصر الجمهوريون على أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى التزوير ويقوض نزاهة الانتخابات وهو ما اعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صراحة أكثر من مرة.
القصور في إجراء الانتخابات أيضاً ليس الهاجس الوحيد، حيث تزداد المخاوف من التدخل الخارجي في الانتخابات الأمريكية، بعد أن تأكد أن الانتخابات الرئاسية 2016 شهدت تدخلاً من الأجهزة الاستخبارية الروسية لصالح العمل على إنجاح الرئيس ترامب، كما صدرت اتهامات للصين بقيامها بعمليات استخبارية واسعة النطاق تشمل تدخلا محتملا في انتخابات الرئاسية الأميركية.
ويؤكد الخبراء القانونيون عدم قدرة الرئيس ترامب على تأجيل استحقاق الانتخابات الأمريكية، حيث يمكن تأجيل الانتخابات فقط عن طريق تعديل دستوري جديد يوافق عليه الكونغرس بأغلبية الثلثين، وهذا سيناريو يستحيل تصوره.
وأكدت استطلاعات للرأي أجرتها وسائل إعلام أمريكية، نتائج مماثلة أظهرتها استطلاعات سابقة بتقدم المرشح الديمقراطي للانتخابات الأمريكية جو بايدن، على منافسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتظهر الاستطلاعات صعوبة المهمة التي سيواجهها ترامب خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري نوفمبر المقبل، في وقت تتزايد الانتقادات لطريقة تعامله مع عدد القضايا التي شهدتها الولايات المتحدة، ومن بينها آثار أزمة فيروس كورونا المستجد، التي تتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول الأكثر تضرراً بسببها.
وكشفت استطلاع أجرته شبكة ABC التلفزيونية، وصحيفة واشنطن بوست، أن ترامب يتخلف ب15 نقطة وراء منافسه جو بايدن بين الناخبين المسجلين، وهو الاستطلاع الخامس على مستوى الولايات المتحدة الذي يظهر النتيجة ذاتها، وهي تقدم بايدن على ترامب.
وفي ضربة لشعبية الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، كشفت آخر 10 استطلاعات للرأي تقدم بايدن في سبعة منها، بحسب ما نقل موقع "القدس".
ورغم استطلاعات الرأي التي تشير جميعها لتراجع شعبية ترامب، إلا أنه أكد قبل يوم واحد، أنه لا يحب الخسارة أو تكبد الهزائم، وذلك في إشارة منه إلى رفضه الواضح للاعتراف بأي نتيجة محتملة للانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل.
ونقلت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية عن ترامب قوله: "لست خاسرا جيدا، لا أحب تكبد الهزائم، ولا أخسر كثيرا ولا أحب أن أخسر".
وشكك ترامب بالتصويت الإلكتروني في الانتخابات، الذي طرحه الديمقراطيون، معتبرا أنه يمكن بسهولة تزويره.
ورفض ترامب التأكيد أو النفي، حول ما إذا كان ينوي رفض الاعتراف بنتائج الانتخابات حال خسارته، مضيفا: "لا أنوى أن أقول مجرد نعم كما لا أنوى أن أقول لا"، متهماً منافسه المرشح الديمقراطي جو بايدن، بأنه سيدمر الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرا أنه "غير مؤهل" للرئاسة.
وكانت وسائل إعلام أمريكية قد تحدثت عن تغييرات في حملة الرئيس الأمريكي الانتخابية، ضمن خطة لإعادة هيكلية الفريق الانتخابي لترامب في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها خلال الانتخابات المقبلة.
وبينما يتزايد الغضب من الرئيس الأمريكي ترامب، على خلفية إدارته لأزمة فيروس كورونا المستجد، الذي تسجل الولايات المتحدة فيه الحصيلة الأكبر في العالم، والاحتجاجات التي صاحبت مقتل المواطن الأمريكي جورج فلويد على يد عناصر من الشرطة ومواقف ترامب التي أثارت غضباً ضده بسببها، إلا أن المرشّح الديموقراطي، نائب الرئيس السابق جو بايدن، يستفيد من هذا الوضع.
الجزيرة نت