انتقادات واسعة لفشل نتنياهو في التعامل مع أزمة كورونا

رام الله الإخباري

تتزايد الانتقادات التي توجهها أوساط عدة لأداء الحكومة الإسرائيلية في مواجهة أزمة كورونا، بعدما أقر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بأنه تسرع في اتخاذ قرار بفتح الاقتصاد فيما عادت أعداد الإصابات في دولة الاحتلال لتسجيل أرقام قياسية.

 

ووجه كتاب ومحللون إسرائيليون انتقادات لاذعة لأداء حكومة نتنياهو في مواجهة الازمة، حيث اتهموه بغياب التخطيط والحكمة في التعامل مع الازمة، والفوضى الإدارية وغياب السياسة الواضحة في التعامل مع أزمة كورونا، ما أدى لقرارات مرتكبة ومتسرعة.

 

وتتواصل التحذيرات من التبعات الاقتصادية الكبيرة على دولة الاحتلال بفعل تعمق الأزمة وتسجيل أرقام قياسية في أعداد الإصابات اليومية لامست حاجز 1500 مصاب خلال إحصائية آخر 24 ساعة.

 

 

وقال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إن "الأيام الأخيرة جسدت بشكل كبير كافة العيوب في المواجهة الإسرائيلية لكورونا من غياب التخطيط، فوضى إدارية، عدم تنفيذ قرارات والإيفاء بجداول زمنية تم إقرارها، خصومات صبيانية واستقالات مدوية، دحرجة المسؤولية، أكاذيب فظة، وخدع إعلامية لا تتلاءم مع الواقع، وأن المشكلة تبدأ من أعلى، بغياب سياسة واضحة، نزيهة وشفافة للمواطنين".

 

 وأضاف: "تظهر استطلاعات الرأي خيبة أمل متزايدة من أداء رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في مواجهة الفيروس وتبعاته الاقتصادية"، لافتاً إلى أن ثلاثة أمور تسببت بموجة كورونا الثانية، وهي فتح الاقتصاد بشكل غير حذر ومراقب، وإهمال خطط لإقامة أنظمة متابعة الوباء وقطع سلسلة تناقل العدوى والمس بثقة الجمهور في سياسة الحكومة.

 

وتابع: "لا مفر من الاستنتاج أن هذه الحكومة لا تأخذ الفيروس، بنتائجه الاقتصادية الهدامة، على محمل الجد. وخرق القيادة التسلسلي للتعليمات هو أكثر عارض، إنه يومئ للجمهور بوجود قانون للمواطن البسيط وقانون آخر للمترفعين عن الشعب، أي سياسيين وأثرياء ومشاهير. وباتت القطيعة كاملة بينهم وبين المواطنين".

 

وتوقع المحلل السياسي، انتشاراً واسعاً أكثر للمرض، على الرغم من أن قسما كبيرا من المرضى هم شبان من دون أعراض، ولكن دائرة الذين تُنقل إليهم العدوى من حولهم تشمل أشخاصا مسنين ومرضى مزمنين، وارتفاع عدد المرضى بحالة خطيرة أصبح واضحا وبارزا. فخلال ثمانية أيام ارتفعت نسبتهم 100%.

 

من جانبه، قال محلل الشؤون الاستخبارية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رونين برغمان، إن

"منظومة شاملة تكونت من أجل تحقيق هدف واحد، وهو منع موجة كورونا ثانية، واعتمدوا على نماذج ناجحة في دول مثل كوريا الجنوبية وتايوان ومع بدء ارتفاع معدلات الإصابات تم إخراج الخطة للتنفيذ".

 

وأضاف: "تقضي خطة الطاقم بأن يتم تشخيص وحجر المرضى خلال 48 ساعة فقط، وأن ذلك سيمنع موجة ثانية، ولن يدخل الاقتصاد الإسرائيلي، الذي كان لا يزال بعيدا عن الانتعاش، إلى دائرة قيود خانقة أخرى، إلا ان الخطة ألغيت من قبل مسؤولين إسرائيليين".

 

بدوره، قال المراسل والمحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، إنه "لو كانت هذه حرب، فإنها تدار من دون مفهوم عملٍ وأوامر منتظمة ومن دون استخلاص دروس، والأهم، من دون مدير مسؤول وهيئة أركان عامة، يمارسون مهامهم، وإنه كان واضحا منذ ذروة موجة كورونا الأولى أن سلطة الطوارئ الوطنية ومركز إدارة الأزمات القومية، اللذين تشكلا إثر استخلاص العبر من حرب لبنان الثانية وتوصيات "لجنة فينوغراد"، أنهما لا ينفذان غايتهما في إدارة الأزمة".

 

وأضاف: "كان بالإمكان تعيين مسؤول رئيسا لسلطة الطوارئ، ومنحه الصلاحيات المطلوبة، وكان بإمكان مسؤول كهذا التحذير أمام رئيس الحكومة من أن إسرائيل ليس فقط أنها لم تتقدم من حيث جهوزيتها لمواجهة انتشار آخر للفيروس، وأن مركز السيطرة، وهو أهم هيئة في مواجهة الفيروس، انتقل بشكل رسمي، في نهاية أيار/مايو، من (خضوعه لمسؤولية) الموساد والجيش الإسرائيلية إلى وزارة الصحة".

 

وتابع: أن "نتنياهو أملى أجندة حول خطاب ضم وسيادة زائف، لم ينتج عنه شيئا، وفي صراع القوى بينه وبين رئيس الحكومة البديل، بيني غانتس، والجهوزية لمواجهة موجة ثانية لم تكن في أي مرحلة على رأس سلم أولويات الحكومة، التي تشكلت كحكومة طوارئ لمواجهة كورونا، وذلك رغم المؤشرات الواضحة التي تعالت والتقارير التي استعرضها الخبراء".

 

عرب 48