رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
يواجه لبنان مستويات قاسية من نسب الفقر حول العالم، حتى باتت شريحة واسعة من اللبنانيين غير قادرين على تأمين تكاليف المعيشة اليومية، فيما بدأ أرباب العمل بتسريح آلاف من الأيدي العاملة.
وفي ظل هذه الأزمة المرهقة، تم الإعلان عن مبادرة انسانية هدفها المقايضة في السلع عبر صفحة "فيسبوك" تحت اسم "ليبان تروك"، كشفت عن معاناة الطبقة المتوسطة وتحول أوضاعهم إلى مأساوية.
ومما يزيد الطين بلة، الارتفاع الكبير في الأسعار، نتيجة الانخفاض غير المسبوق في سعر صرف العملة المحلية "الليرة" وانتعاش السوق السوداء، حتى بات لبنان على شفا مرحلة الجوع.
وبدأ الشعب اللبناني منذ السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في احتجاجات واسعة على الظروف المعيشية وحالة الفقر في البلاد، فيما تستمر هذه الاحتجاجات حتى اليوم في العديد من المدن اللبنانية أهمها العاصمة بيروت.
ووفقا للباحث في الشركة الدولية للمعلومات، محمد شمس الدين، فإن نسبة الفقر في البلاد تقترب من 55% أي قرابة 2.3 مليون فرد، منهم مليون يعيشون دون خط الفقر، والباقين فوق خط الفقر أي أن دخلهم يكفي للغذاء.
بينما يرى الخبير الاقتصادي باتريك مارديني، أن الحد الأدنى تراجع عملياً من 450 دولاراً إلى 75 دولاراً، بسبب فروقات سعر الصرف، حيث أن الدولار ارتفع كثير مقابل الليرة اللبنانية إذ بات الدولار الواحد يوازي 9000 ليرة لبنانية بعد أن كان يوازي 1500 ليرة.
وأضاف مارديني: "مصرف لبنان يدعم استيراد الوقود، ما يعني أن حرق الوقود لتوليد الطاقة، يعني أن مصرف لبنان المركزي يستنزف النقد الأجنبي للشراء".
ووسط الظروف الاستثنائية، أطلقت اللبنانية هلا دحروج، مبادرة انسانية هدفها المقايضة في السلع عبر صفحة "فيسبوك" تحت اسم "ليبان تروك".
وقالت: "أسست المجموعة لتكون متاحة لكل فرد بحاجة إلى نشر خدمات أو أغراض يملكها، ويرغب في استبدالها بخدمات أو حاجات ضرورية".
إذ تقول هلا دحروج: "هناك من يعرض فناجين قهوة يمتلكها عبر الصفحة ويحصل في المقابل على كيس حليب أو ربطة خبز"، لافتة إلى أن "هذه المبادرة كشفت عن عائلات من الطبقة المتوسطة تبدلت حالتها الاجتماعية للأسوأ".
وسارعت الاحتجاجات الشعبيّة التي انطلقت في 17 أكتوبر/تشرين الأوّل وتيرة الانحدار للاقتصاد وسط قطع طرقات وشوارع رئيسيّة في البلاد، وما ضاعف من حدّة الأزمة الإغلاق التامّ الذي دام أسابيع متواصلة عدّة لاحتواء جائحة كورونا.
وإلى جانب الأزمة الاقتصاديّة الخانقة، يعاني لبنان من انقسام واستقطاب سياسي حاد، خاصّة منذ تشكيل الحكومة الحاليّة، برئاسة حسان دياب، في 11 فبراير/شباط الماضي، خلفاً لحكومة سعد الحريري، التي استقالت في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحت ضغط الاحتجاجات الشعبيّة.
عربي بوست