من أين جاء فيروس كورونا؟.. علماء يكشفون طريقة انتقاله للبشر

1-1321647

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

كشفت فرضية طرحها مجموعة من العلماء والباحثين، عن نتائج جديدة بشأن ظهور فيروس كورونا المستجد، والذي يشتبه علماء في أنه قد يكون نشأ بسبب الاتصال مع الخفافيش وحيوانات آكل النمل الحرشفي، مشيرين إلى إزالة البشر للغابات قد يكون السبب وراء ظهور الفيروس وعدد آخر من الأمراض التي تفتك بآلاف البشر سنويا.

وأشاروا إلى أن إزالة الغابات قد تكون سبب انتقال فيروس كورونا للبشر، لافتين إلى أن تلك الغابات قد تكون بعيدة عن الصين، حيث أن إزالة الغابات تزيد من الاحتكاك بين البشر والحيوانات البرية، ما يتسبب في تفشي العديد من الامراض بسحب ما خلص إليه الباحثون.

ولفت العلماء في مقال نشروه في موقع مقال نشر بموقع The Conversation إلى أن إزالة الغابات تسبب القفزات بين الفيروسات الموجودة لدى الحيوانات إلى البشر على حواف الغابات الاستوائية وزيادة تماس الناس مع الموائل الطبيعية للحيوانات.

وأشار العلماء إلى أن أمراضاً مثل الحمى الصفراء والملاريا والتهاب الدماغ الخيول الفنزويلي والإيبولا انتشرت من نوع من الكائنات إلى آخر على هوامش الغابات، حيث وجدوا أن إزالة الغابات كانت موضوعاً مشتركاً.

ويقول العلماء: إنه "يحل محل الغابات الاستوائية الناضجة ذات التنوع البيولوجي الحقول والمراعي الأحادية، بينما تتدهور الغابات تدريجياً، لا تزال الحيوانات تعيش في أجزاء معزولة من النباتات الطبيعية تكافح من أجل الوجود، وعندما تتعدى المستوطنات البشرية على هذه الغابات، يمكن أن يزيد الاتصال بين البشر والحياة البرية، وقد تهاجر الحيوانات الانتهازية الجديدة أيضاً".

وضرب الباحثون مثالاً على صحة فرضيتهم، يشير إلى أن التقدم على قناة بنما في القرن العشرين أدى لظهور الحمى الصفراء الذي ينتقل عبر البعوض، حيث أنه رغم توفر لقاح له منذ ثلاثينيات القرن العشرين، إلا أنه يصيب 200 ألف شخص سنوياً، يموت ثلثهم.

وأكدوا أنه تم الإبلاغ عن تفشي الحمى الصفراء في كينيا أوائل التسعينيات، والذي تزامن مع إزالة الغابات، كما أنه بين عامي 2016 و2018، شهدت أمريكا الجنوبية أكبر عدد من حالات الحمى الصفراء منذ عقود، مما أدى إلى حوالي 2000 حالة ومئات الوفيات.

وحول مرض الملاريا، كشف الباحثون أن الإنسان نقل العدوى فيه للحياة البرية، حيث يموت مئات الآلاف من الأشخاص سنوياً، خاصة في إفريقيا، كما أن العدوى انتقلت إلى أنواع من القرود مصابة بشكل طبيعي، وكان سبب إزالة الغابات واحداً من انتقال العدوى المتبادلة.

ويقول الباحثون: إن "التهاب الدماغ الخيلي الفنزويلي، فيروساً آخر ينقله البعوض ويقدر أنه يتسبب في إصابة عشرات الآلاف من البشر بأمراض حمى كل عام، يمكن أن تؤدي العدوى الشديدة إلى التهاب الدماغ حتى الموت، حيث تسببه به قوارض مع تقدم إزالة الغابات في هذه المنطقة.

كما أشاروا إلى فيروس إيبولا الذي تفشى خلال الفترة بين عامي 2014-2016 وتسبب في مقتل أكثر من 11 ألف شخص في غرب إفريقيا، حيث أظهرت العديد من الدراسات أن إزالة الغابات وتفتت الغابات قد ارتبطا بانتشار المرض.

وخلص الباحثون إلى أن إزالة الغابات قد تكون سبب انتقال فيروس كورونا للبشر حيث أن آكل النمل الحرشفي، الذي تتم سرقته من الغابات من أجل لحومه وجلده وقشوره ويتم استيراده بشكل غير قانوني من ماليزيا وفيتنام إلى الصين، ويباع في مدينة ووهان منشأ المرض.

ويختتم الباحثون مقالهم بالقول: إن "البشر بحاجة إلى تحقيق التوازن بين إنتاج الأغذية وسلع الغابات والسلع الأخرى وحماية الغابات الاستوائية، قد يؤدي الحفاظ على الحياة البرية إلى تحجيم مسببات الأمراض، مما يمنع انتشار الأمراض الحيوانية، ويفيد البشر في النهاية أيضاً".

عربي بوست