طبيب فلسطيني في تركيا يروي تفاصيل إصابته بكورونا

رام الله الإخباري

روى طبيب فلسطيني مقيم في تركيا، تفاصيل إصابته بفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد تعافيه من الإصابة، مطالباً المواطنين بأخذ الأمور بجدية عالية خاصة في ظل استهزاء بعض الأفراد والفئات في فلسطين بالفيروس.

 

وقال الطبيب، ثائر مزهر والذي تعود أصوله لمخيم الدهيشة ويقيم حالياً في تركيا، إن ومنذ ظهور الفيروس بدأ ينشر نصائح حول التعامل مع الفيروس، مع تفنيد نظرية المؤامرة، قائلاً: "أصبت بالفيروس وانتهت الأمور بجلطة خفيفة في الساق وللأسف ضرر في كلتا الرئتين".

 

وأضاف مزهر: "منذ ظهور أول مريض بالفيروس في إسطنبول في مارس/أذار الماضي عملت في أربع وحدات عناية مكثفة تخص مرضى فيروس كورونا، ومع بداية شهر حزيران قررت المشفى إراحتي بإرسالي إلى وحدة عناية مكثفة عادية".

 

وتابع: "أطباء قسم الباطنية أرسلوا أحد مرضاهم إلينا مؤكدين أن نتائج مسحته سلبية وللأسف اكتشفنا لاحقا إصابته بالفيروس، وكنت واحداً من 16 طبيباً وممرضاً انتقلت إليهم العدوى"، مشدداً على ضرورة أن يتعامل الجميع مع كل شخص على أنه مصاب.

 

وأشار مزهر، إلى أنه قبل ظهور أعراض الفيروس عليه، أرسل عينات من دمه للمختبر، مضيفاً: "جاءت اختبارات التخثر وأنزيمات القلب مرتفعة جداً؛ لكن نتيجة المسحة كانت سلبية. في اليوم التالي مع بدء السعال والتعب الشديد أحسست باختناق ونقلت إلى المشفى للحصول على الأوكسجين".

 

واستطرد بالقول: "أخذت لي صورة طبقية للرئتين، لأكتشف أنني مصاب بالكورونا، والفيروس منتشر إلى الرئتين، وأرسلت مسحة ثانية جاءت سلبية أيضاً، للأسف فإن نسبة كبيرة من النتائج السلبية خاطئة وهذا يتعلق بطريقة أخذ العينة أو بموعد أخذها المبكر".

 

 

واستكمل: "الأعراض أخذت تسوء وبدأ لون الرجل يتحول للأزرق، كان قد مضى على بداية الأعراض خمسة أيام، وهنا أرسلت مسحة ثالثة جاءت ايجابية لتبدأ رحلة أسبوعين من الحجر المنزلي، والمشفى مشكوراً عرض التكفل بإقامتي لعدم توفر تأمين صحي تركي لي، لكن الأعراض كانت قد بدأت بالتحسن".

 

وأشار الطبيب الفلسطيني، إلى أنه كان يتوجب عليه مواجهة إصابته بشجاعة وأن يراهن على جهازه المناعي خاصة وأنه ليس مدخن، ولا يعاني من أي أمراض مزمنة، مضيفاً: "هناك بعض زملائي من المصابين من نفس عمري ووضع صحي مشابه، وصل بهم المرض حتى العناية المكثفة".

 

وبين مزهر، إلى أنه يمكن تجنب الإصابة باتخاذ التدابير الصحية اللازمة، قائلاً: "في الأيام الأولى وقبل ظهور الأعراض، اختلطت بالكثيرين خارج المشفى ومنهم أصدقاء أكلت معهم على طاولة واحدة؛ لكنا التزمنا جميعا بالكمامات، والتعقيم والمسافة المناسبة ولم يصب أحد ممن خالطتهم".

 

وشدد مزهر، على ضرورة تجنب الاستهتار، قائلاً: "إصابات القطاع الصحي في تركيا للأسف بالآلاف، وخسرنا كثيرين من زملائنا الأطباء والممرضين؛ لكن أكثر ما أحزننا الممرضة ديليك، لأنها حامل أخذت إجازة وللأسف بينما هي في البيت أصيبت عن طريق جارتها المستهترة".

 

وأضاف مزهر: "عندما أصيبت كانت في الشهر التاسع لذلك قررت المشفى توليدها قيصرياً، بعد عدة أيام توفيت ديليك بسبب الكورونا عن عمر 29 سنة، اسم ديليك معناه بالتركية، أمنية، وأمنيتنا يا ديليك تلتقي بولدك في عالم أفضل".

الحياة