رام الله الاخباري :
روى المواطن سامر الزغير (32 عاماً) من الخليل، تفاصيل ولادة زوجته التي وضعت مولودها في خيمة فرز المرضى أمام مستشفى عالية الحكومي في الخليل، مشيراً إلى أن أحد ضباط الإسعاف من الهلال الأحمر ظل متواصلاً معه لحظة بلحظة لحين إتمام عملية الولادة.
وحول بداية قصته، قال المواطن الزغير: "داهمت آلام المخاض زوجتي قرابة الساعة الرابعة فجراً، وكان هناك ترتيب مسبق بأن تتم الولادة في مستشفى الهلال الأحمر في حلحول شمال الخليل".
وأضاف: "توجهت إليه، لكن هناك تم الاعتذار عن ادخال زوجتي بحكم تحويله لمركز لاستقبال الحالات المصابة بفيروس كورونا، قبل أن اتصل على رقم الطوارئ
الخاص بجمعية الهلال الأحمر(101)، فرد علي ضابط الإسعاف أحمد السيوري، الذي ظل متواصلا معي لحظة بلحظة حتى تمت الولادة بسلام في النهاية".
وأشار إلى أن ضابط الإسعاف اقترح عليه التوجه إلى مستشفى عالية الحكومي، إلا أنه لم تتم الموافقة على إدخالها بسبب إصابتها بفيروس كورونا، مضيفا: "قمت بإدخالها إلى خيمة فرز المرضى الموجودة أمام المستشفى، وبالفعل قمت بتوليدها بنفسي".
وتابع: أن "ضابط الإسعاف السيوري، ظل يعطيه التعليمات خطوة تلو أخرى إلى ان انتهت الولادة بسلام، قبل أن يأتي طبيب من المستشفى، ويتولى قطع الحبل السري، ليتم بعدها ادخال الأم والمولودة ميلا إلى المستشفى حيث تم الاطمئنان عليهما".
من جانبه، قال ضابط الإسعاف أحمد السيوري، إن "حالات الولادة لا تبدو صعبة عليه، فهو في كل أسبوع في مركز نعلين يشهد حالات ولادة"، مشيراً إلى أنه تلقى اتصالا من الزوج الساعة الرابعة والنصف فجراً بخصوص حالة الولاة وحاول إقناع المسؤولين فيه بإدخال زوجته للمستشفى لكنهم رفضوا لأنه غير مخصص لاستقبال حالات مصابة بكورونا.
وقال السيوري: "الحوامل يتم تحويلهن في العادة إلى رام الله، لكن بما أن الظروف لم تسمح، بقيت على الخط مع أبو مالك، وأعطيته الارشادات اللازمة إلى أن تمت الولادة، وأنا سعيد بقدوم الطفلة وكونها ووالدتها بصحة جيدة، فهذا هو المهم".
ويجيب على رقم الهلال الأحمر المخصص للطوارئ (101) ضباط اسعاف ذوو كفاءة، حيث أن دورهم ليس مقتصرا على الرد على الاتصالات، بل اعطاء تعليمات وارشادات إسعافية للتعامل مع الحالات المرضية إلى حين وصول الطاقم المخصص لهذا الغرض، ويستطيعون بحكم الخبرة النظرية والتجربة العملية التدخل بصورة فاعلة في كثير من الحالات.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم السبت، عن وصول إحدى المصابات بفيروس كورونا إلى خيمة العزل في مستشفى الخليل الحكومي وقد كانت في حالة ولادة مع حالة توسع شبه كاملة.
وقالت الوزارة في بيان صحفي وصل "رام الله الاخباري" نسخة عنه: "توجه الأطباء إلى خيمة العزل بساحة المستشفى، وما إن وصلوا حتى كانت ميلا قد سبقتهم وخرجت
إلى الحياة، فأكمل الأطباء عملية الولادة، واطمأنوا على الأم ووليدتها، ونقلوهما إلى قسم العزل داخل المستشفى، وحالتهما الآن جيدة وسيغادرون المستشفى خلال اليوم".
بدوره، أطلق سامر الزغير، والد الطفلة عليها اسم "ميلا"، ومعناه "المعجزة"، لأن قدومها إلى الدنيا بزمن الكورونا، وطريقة ولادتها كانت معجزة.