رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
لم تتمكن عائلة عودة من مدينة قلقيلية، استيعاب خبر وفاة ابنها الطبيب يزن، الذي توفي قبل ثلاثة أيام، إثر تعرضه إلى جلطة حادة في الأردن، فيما لم تتمكن من إلقاء نظرة
الوداع على ابنها الذي احتفلوا بعقد قرانه بداية العام الجاري، نظرا للإجراءات المتخذة جراء جائحة كورونا مؤخرا.
وتجلس الحاجة مها أحمد عودة "ام ايهاب"، وهي تحمل صورة نجلها يزن وشهادته الجامعية، لعلها تطفئ لهيب النار المشتعلة في قلبها، على فقدان "آخر العنقود" الدكتور.
وتروي الحاجة أم ايهاب كيف كانت فرحتها عندما زارته في عمله مطلع العام في الأردن برفقة العائلة، وكيف احتفلت بعقد قرانه، ثم عادوا الى أرض الوطن، إلا أن عودة ابنهم تأخرت هذه المرة بسبب جائحة كورونا التي أدت لاغلاق المعابر.
وتوضح الوالدة المكلومة أن يزن الذي أنهى الثانوية العامة عام 2011، التحق بالجامعة الأردنية لدراسة الطب، وتخرج بدرجة امتياز عام 2018، وباشر عمله هناك، مشيرة إلى أنه كان يعتزم إكمال دراسته وأن يتخصص في الأمراض الباطنية.
وأشارت إلى أن ابنها الطبيب لم يكن يغيب عنهم كثيرا، فقد كان يزورهم كل شهرين، إلا انه منذ أكثر من 5 أشهر لم يتمكن من ذلك بسبب الاغلاق الذي رافق أزمة كورونا في العالم.
ولفتت أم إيهاب إلى أنه في مساء السادس والعشرين من حزيران الجاري، دق هاتف العائلة، فكان الخبر الذي صدم العائلة التي لم تتمكن من احضار جثمان فقيدها، أو حتى السفر اليه، وحضور مراسم تشييع جثمانه بالأردن.
وأوضحت أن جنازة يزن مضت ووري الثرى إلى مثواه الأخير بمقبرة سحاب في العاصمة عمان حيث يسكن.
أما الوالد أبو إيهاب، فقد أعرب عن حرقته الشديدة بفقده ابنه الطبيب فجأة، مبينا أن الفقد أصعب شيء في الحياة.
وأضاف الوالد: "الصعب في هذه الحياة، هو أن يكبر ابنك بين يديك وتراه يسطر نجاحا تلو الآخر، وبين ليلة وضحاها تفقده، ولا تتمكن حتى من وداعه".
وأوضح "أبو إيهاب" انتظاره بكل شغف انتهاء جائحة كورونا حتى يسافر الى الأردن ليزور قبر ابنه "آخر العنقود" وقراءة الفاتحة له، بعدما كانت العائلة تخطط للاحتفال بزفافه.
وبعد الإعلان عن وفاة الطبيب الفلسطيني يزن، بدأ أهالي الحي الذي يسكنه في الأردن نشر صوره على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، تعبيرا عن حزنهم بهذا المصاب الجلل.
وفا