صحيفة بريطانية: خطة نتنياهو للضم تهدد الأمم المتحدة وعليه احتلال الضفة وغزة لتطبيقها

اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، اليوم الإثنين، خطة الضم لأراضٍ في الضفة الغربية والأغوار التي ينوي رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تنفيذها تهديداً وجودياً للأمم المتحدة وقراراتها حول القضية الفلسطينية.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو بحاجة لاحتلال الضفة وغزة لتطبيقها، لافتة إلى انها لن تحقق الأمن القومي الذي ينادي به نتنياهو في محاولة لإقناع خصومه ودول العالم به لتمرير الخطة.

 

وقالت الصحيفة في مقال للكاتب سايمون تيسدال: إن "الضم يمثل تهديدا وجوديا للأمم المتحدة التي طالما دعمت حل الدولتين، حيث حذر الأمين العام للأمم المتحدة الأسبوع الماضي من أن عملية الضم تعتبر أكبر خرق للقانون الدولي، وما لم يقله غوتيريش إنها ستكون خرقا لمصداقية المنظمة الدولية الهشة".

 

وأضاف المقال: "الجميع خاسرون من طموحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوسعية، ومن الصعب رؤية منطق للخطة التي تعتبر غير قانونية ضمن القانون الدولي، وستضر بشكل دائم بالفلسطينيين ولكنها ستؤثر على إسرائيل والاستقرار الإقليمي والمجتمع الدولي الذي يكافح لغز إسرائيل- فلسطين منذ دعم بريطانيا وطن قومي لليهود عام 1917".

 

وتابع: "يرى البعض أن هذه الخطة هي جزء من الإرث المتغطرس لنتنياهو وداعمه الرئيسي دونالد ترامب اللذين سيخرجان من السياسة قريبا، في حين أن الجيش يرى ضرورة استمرار الاحتكام لخط الأمم المتحدة لحل النزاع الذي تراه ضروريا لأمن إسرائيل ومستقبلها"، مشيراً إلى أن التوسع السيادي الذي يتحدث عنه نتنياهو سيجعل من الوطن القومي أمرا صعبا.

 

وقال الكاتب البريطاني: "بالنسبة للفلسطينيين فالضم هو بمثابة حكم إعدام على العملية السلمية التي تقوم على حل الدولتين، وستكون المأساة الأخيرة في ملحمة الأماني المقتولة والوعود المكسورة".

 

وأشار إلى أن الخلاف الحاد في داخل إسرائيل بشأن الضم ينعكس في الخلافات الخارجية حيث يعارض اليهود البريطانيون والأميركيون والبرلمانات والحكومات الأوروبية الخطة.

 

ولفت إلى أن أوروبا منقسمة، حيث تتعاطف النمسا وبولندا وهنغاريا مع خطة نتنياهو أكثر من دول أوروبا الغربية التي لا تزال تدعم ترتيبات ما بعد أوسلو، خاصة فرنسا وبريطانيا وألمانيا مع معرفتها أنها ميتة، مشدداً على أن الدول العربية تجد نفسها أمام معضلة.

 

 

وتابع: "لو مضى نتنياهو بخطة ضم جزئية، فإن الأمر له تداعيات أمنية خطيرة، وربما طلب من الجيش الإسرائيلي إعادة احتلال الضفة وغزة بالكامل وفرض نظام تمييز عنصري على شعب محروم غير معترف به وأسير".