عالم آثار يقدم خطة لتنشيط السياحة في الأردن

طالب أستاذ عالم الآثار في الجامعة الهاشمية الدكتور محمد وهيب، بضرورة تفعيل أنواع جديدة من السياحة في أراض المملكة الأردنية، ضمن خطة للنهوض بالقطاع السياسي، داعياً للعمل على تحفيز السياحة الداخلية لتعويض خسائر السياحة الخارجية في ظل أزمة جائحة كورونا.

 

وقال وهيب: إن "المؤشرات الإيجابية الأولية للسياحة الداخلية أظهرت تفاعل المواطن الأردني واستجابته لتوجيهات الحكومة بالشراكة مع القطاع الخاص، وتبشر بأن الريادة في مجال القطاع السياحي تقارب الريادة والنجاح الذي تحقق في القطاع الصحي على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية".

 

 

وأضاف في حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا): أن "من بين الأولويات التي من شأنها النهوض بالقطاع السياحي التركيز على سياحة المصائد بالزرقاء - مثلث الصيد -المشتمل على قصير عمره، ومحمية الشومري ومصائد البادية، بحيث تشكل الأساس للسياحة الصحراوية التي ترتبط بسياحة الأبنية الغامضة، إضافة إلى سياحة الأسوار التاريخية كسور الأردن العظيم الذي يعتبر ثاني أطول سور في العالم بعد سور الصين بطول 150 كيلومترا ".

 

وتابع أستاذ علم الآثار، أنه "يمكن ان تقوم الجهات المعنية بتبني ممرات سفر دولية بين المملكة ودول ذات معدلات إصابة منخفضة من فيروس كورونا وأنظمة رعاية صحية قوية.

 

ودعا وهيب إلى أهمية التركيز على الأولويات في القطاع السياحي بالمملكة، والعمل بروح الفريق والتركيز على النوعية التي تميز السياحة بالأردن، وتدريب الشباب وتأهيلهم لتقديم الخدمات كافة بما يضمن مشاركة واسعة لهم في هذا القطاع، مشيراً إلى ضرورة الإفادة من التجارب التي تقوم بها بعض الدول المجاورة من خلال تقديمها للحوافز.

 

 كما دعا إلى الأخذ بمجموعة المبادئ الإرشادية حول كيفية استئناف صناعة السياحة وسط جائحة كورونا والتي أصدرتها منظمة السياحة العالمية في شهر أيار الماضي، الأمر الذي سيساعد في نشر أجواء الثقة في العالم حول السياحة في المملكة.

 

 وتشمل المبادئ الإرشادية إجراء فحوصات طبية عند الحاجة، مثل قياس درجات الحرارة في المطارات، وتشديد إجراءات النظافة وتوفير معقمات اليد أو المناديل المضادة للبكتيريا.

 

ورغم ضرورة التركيز على قطاع السياحة الخارجية، إلا أن أستاذ علم الآثار دعا تنشيط السياحة الداخلية بحيث تعوض السياحة الداخلية المحلية جزءاً من خسائر السياحة الخارجية، خاصة أن إنفاق الأردنيون على السياحة والسفر يقارب 1.4 مليار دولار.

 

وكان مدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبد الرزاق عربيات، قد أعلن أنه يجري وضع اللمسات الأخيرة على خطة متكاملة لجذب السياحة الخارجية وعلى وجه الخصوص السياحة العلاجية، تنفيذا للتوجيهات الملكية.

 

 وأشار إلى أنه تم تحديد قوائم بحسب الوضع الوبائي للدول، منها القائمة الخضراء والتي تتشابه فيها الدول مع وضع الأردن الوبائي ويمكن الانفتاح معها بشكل مباشر، وتشتمل القائمة على الدول التي أجرت 30 ألف فحص كورونا لكل مليون نسمة، والدول التي فيها المنحنى الوبائي مشابه للأردن، إضافة للدول التي يسجل فيها يوميا أقل من 10 حالات في آخر 14 يوما.

 

ولفت عربيات إلى أن عدد الدول التي شملتها القائمة الخضراء مبدئيا 10 دول، سيتم الانفتاح معها مباشرة بعد أخذ الموافقات من الجهات المختصة، مؤكدا أن أمن وسلامة المواطن الأردني على رأس أولويات الخطة.

 

وبين أنه تم التركيز على الإجراءات الوقائية والصحية المتبعة في الدولة التي سيأتي منها السائح، وكذلك الإجراءات المتبعة بالمطارات، لافتا الى أنه لن يتم تعقيد الاجراءات على السائح، حيث سيطلب منه إجراء فحص كورونا قبل 72 ساعة من قدومه للأردن، وفي حال وصوله للمملكة سيتم اجراء فحص كورونا آخر، إضافة الى متابعة السائح من لحظة وصوله وحتى مغادرته للمملكة.

 

وبحسب البنك المركزي الأردني، فقد انخفضت عائدات السياحة في الأردن بنسبة 36.6 في المائة في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2020، بما قيمته 784 مليون دينار (نحو 1.12 مليار دولار)، حيث يسهم قطاع السياحة في الأردن بحوالي 10 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، ويوظف أكثر من 55 ألف عامل في هذا القطاع الحيوي.

 

وخصصت الحكومة الأردنية 150 مليون دينار كبرامج تمويل لمساعدة المؤسسات السياحية، بموجب قرارات جديدة اتخذتها الحكومة الأردنية، كما تم تخفيض ضريبة المبيعات على قطاع السياحة من 16 إلى 8 في المائة.