خطيبة عريقات: "راح أحمد وتأخر عليّ العمر كله!"

خطيبة الشهيد احمد عريقات

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

لم تكن تتخيل خطيبة الشهيد أحمد عريقات الذي أعدمته قوات الاحتلال أمس الثلاثاء، في أسوأ كوابيسها أن تعيش ظروفا مثل التي عاشتها اليومين الأخيرين، فأوراق الزينة قد علّقت على مدخل بيت خطيبها، احتفالا بعرس اخته، ودعوات حضور حفل الزفاف انتهى توزيعها، والنسوة تجمعت لاستقبال عريسها.

تمر الدقائق سريعا على خطيبة أحمد، وهي تتذكر اتصاله الأخير بها والقول: "بدي آجي آخذك بدري، ما بدي أتأخر"، لكنه تأخر وذهب إلى دون رجعة، وليتأجل فرحها الذي كان من المقرر في سبتمبر المقبل إلى غير رجعة.

تروي خطيبة الشهيد، أن أحمد هاتفها قبيل استشهاده قائلة: "مفتاح دارنا ضلّ معه، اتصل وحكى لي جهزي حالك للعرس، بدي آجي آخذك بدري، ما بدي أتأخر..".

وأضافت بحزن عميق: "راح أحمد وتأخر عليّ العمر كله!".

وأوضحت أن أحمد مدلل أمه الصغير، ويحب الحياة، وعاش قصة حب معي، وجهّز بيته كله وينتظر عرسه الذي تأجل بسبب كورونا.

وأضافت: "لبس البدلة لعرس أخته وكان يحكي لأمه "بالله ما أنا عريس حلو" رقصلها ومزح معها، واستأجر سيارة وراح وصلها على الصالون ورجع عشان يزين السيارة ويزفّ أخته".

وتابعت: "انزفّ هو، الناس الي كان لازم يجو عند إمه بعرس بنتها، أجو على عزا ابنها، بدل لبس الفساتين لبسوا الأسود، الكراسي الي نصبوها للعرس، الناس قعدت عليها في العزا!" ..

وأعدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الشاب أحمد، أمس، على حاجز الكونيتنر الفاصل بين بلدة السواحرة بالقدس المحتلة ومحافظة بيت لحم، ليكون عرس شقيقته عرسًا من نوع آخر، وحزنًا خيّم في عيون الحاضرين حفلَ الزفاف.

وكان العريس أحمد، قد توجه بسيارة استأجرها لإحضار ونقل والدته وشقيقاته اللاتي كنّ عند إحدى مصففات الشعر في القدس المحتلة، ليعود بهن إلى بلدة أبوديس، شرقي المدينة لحضور حفل زفاف شقيقته إيمان.

ووفق تقارير حقوقية، فقد انحرفت مركبة أحمد عند اقترابه من الحاجز العسكري للفحص، وارتطمت بالجزيرة المقابلة للغرفة الزجاجية، التي يتمركز بها جنود حرس الحدود الإسرائيلي.

وعلى الفور، فتح الجنود النار باتجاه المركبة، ما أدى إلى إصابة الشاب عريقات بعدة أعيرة نارية، في الجزء العلوي من جسده، ثم سحبوه من السيارة، وألقوه بجانبها، ومنعوا طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إليه، وتقديم الإسعافات الأولية له، وتركوه ينزف حتى لفظ انفاسه الأخيرة على أرض الحاجز، وفق ما نقله المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.

رام الله الاخباري