رام الله الإخباري
رام الله الاخباري :
يعتبر تتبع شجرة المخالطين من أبرز المهام التي تقوم بها الفرق الصحية لمحاولة حصر الإصابات بفيروس كورونا، وتحديد انتشاره خاصة في ظل تأكيد منظمة الصحة
العالمية على أن عدداً من المصابين لا تظهر عليهم أعراض الإصابة بالفيروس، أو ظهورها في مراحل متقدمة من الإصابة لدى بعض الحالات، ما يعني استمرار الشخص المصاب في نقل العدوى للمخالطين والمحيطين به دون العلم بأنه أصبح مصدراً للفيروس.
وتعمل الطواقم الطبية الفلسطينية في كافة المناطق التي تظهر فيها الإصابات على رصد وتتبع شجرة الإصابة من خلال متابعة وفحص الحالات التي تعاملت وتواصلت بشكل مباشر مع الشخص الذي أثبتت التحاليل الطبية إيجابية الفحص الخاص به حول الإصابة بمرض كوفيد -19.
وتساعد إجراءات فرق الإغلاق على المدن والمناطق التي تظهر فيها الإصابة في حصر جهود فرق الرصد الوبائية في أضيق نطاق ممكن، والتمكن من رسم شجرة المخالطين للحالات المصابة من أجل احتوائها ومنع تفشي العدوى ونقلها لأشخاص جدد من خريطة المصابين.
ويعتبر كل من احتك وتواصل مع حالة تأكدت الطواقم الطبية من إصابتها بالفيروس، لمدة تزيد عن ربع ساعة ومن مسافة أقل من متر، خلال فترة يومين إلى 14 يوماً من لحظة تسجيل الإصابة حالة مخالطة ومشتبه بإصابتها إلى حين تأكد المعامل الطبية من نتائج التحاليل التي تظهر سلبية أو إيجابية نتيجة الفحص، وتجزم الإصابة بالفيروس.
وتظهر أهمية اتباع إجراءات السلامة وارتداء القفازات والكمامات وتطبيق التباعد الاجتماعي في حالة مخالطة شخص مصاب بالفيروس، حيث أن مدى الالتزام بإجراءات الوقاية هو ما يحدد أعداد الأشخاص الذين يمكن أن ينقل الشخص المصاب لهم العدوى دون علمه بأنه مصاب.
وعادة ما تنصح الطواقم الطبية جميع المخالطين لشخص ثبت إصابته بعزل أنفسهم لحين تأكدهم من نتائج الفحوصات الخاصة بهم، منعاً لزيادة شجرة المخالطين وحتى لا يكون المخالطون الذين قد يكونون حاملين للفيروس دون علمهم سبباً في نقل العدوى للمزيد من الأشخاص.
ويساعد استخدام إجراءات الوقاية التي يلتزم بها المواطنون في تقليل فرص الإصابة بالفيروس في حال مخالطتهم لشخص مصاب بالفعل، فيما تظهر أهمية هذه الإجراءات
في المناطق التي تنتشر فيها أعداد كبيرة من المصابين، في وقت يسهم الالتزام بهذه الإجراءات في تخفيف العبء عن كاهل الطواقم الطبية التي تعمل على رصد الحالات وتقديم الخدمة الطبية في حال ثبوت إصابتها بالفيروس، وهو ما يعرف بعملية "تسطيح منحنى الإصابات" بحيث تقل أعداد الإصابات بما يتناسب مع قدرة المنظومة الصحية على التعامل مع الحالات المصابة بالفعل.
وأظهرت قصص لمخالطين لم يلتزموا بإجراءات السلامة بفيروس مؤشرات خطيرة على مدى الضرر الذي يمكن أن تسببه مخالطة المصابين، مثل حادثة "عرس إربد"
الشهيرة، والتي تسببت في عزل المحافظة بشكل كامل بعد تسجيل عشرات الإصابات بهذا العرس، كما تظهر قصة المصاب رقم 31 في كوريا الجنوبية والتي تسببت في نقل عدوى لآلاف المخالطين خلال فترة تحركها ومزاولة نشاطات مختلفة دون العلم بإصابتها، وبسبب عدم الالتزام بإجراءات السلامة والوقاية.
رام الله الاخباري