رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
ودعت المملكة المغربية المناضل القومي والأممي المغربي الكبير عبد الرحمن اليوسفي، رئيس الحكومة المغربية الأسبق، أول رئيس حكومة تناوب ديمقراطي، والأمين العام الأسبق لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية وأحد مؤسسيه، وأحد مقاومي جيش التحرير الأوائل.
وشيع جثمان الراحل اليوسفي (96 عاما) مساء أمس الجمعة، في مدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية.
يعد الراحل اليوسفي إبن مدينة طنجة، أحد أبرز الشخصيات الوطنية والسياسية المغربية المخضرمة، حيث بدأ حياته كمحام ومقاوم للإستعمار الفرنسي حتى جلاء الإستعمار في العام 1956م، منخرطا في الحياة السياسية المغربية والتحولات والتحديات التي شهدها المغرب طيلة القرن العشرين، ومساهما في تأسيس أكبر الأحزاب اليسارية المغربية، وهو حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية الذي أصبح أمينه العام فيما بعد.
كان اليوسفي وإلى جانب نضاله السياسي والوطني في الساحة المغربية، أحد الأسماء البارزة في النضال القومي والأممي، حيث ساند حركات التحرر والقضايا العادلة للشعوب وساهم في دعمها ونصرتها في مختلف ميادين نشاطه داخل المملكة أو من مهجره في آوروبا، وعقب عودته من فرنسا بعد غياب 15 عاما، شارك الراحل مع حزبه في الإنتخابات النيابية التي جرت عام 1997م حيث تصدر حزبه نتائج الإنتخابات، ومن ثم ترأس اليوسفي الحكومة المغربية في فترة سياسية دقيقة بعد وفاة المغفور له الملك الحسن الثاني، إذ كلفه العاهل المغربي محمد السادس في مارس 1998م بقيادة الحكومة المغربية التي عرفت بكونها أول حكومة تناوب ديمقراطي، فقد مثلت حكومة اليوسفي عهد جديد في الحياة السياسية المغربية من حيث تفعيل الحياة الديمقراطية والمشاركة في الحكم وتعزيز المصالحة والشراكة الوطنية.
إعتزل المناضل المغربي عبد الرحمن اليوسفي العمل السياسي قبل 16 عاما، لكنه ظل طيلة الوقت صاحب مكانة خاصة ومؤثرة في المشهد السياسي المغربي وإسم وحدودي يحظى بإجماع مختلف الأطياف السياسية في المغرب بوصفه أحد رموز و بناة مغرب ما بعد الإستقلال، ومناضل حقوقي و قومي وأممي عتيد، ورجل دولة بإمتياز ساهم في التأسيس لحقبة الإنتقال الديمقراطي في المغرب. كما إرتبط الراحل بعلاقات قوية مع قيادة الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير، حيث كان من أشد المناصرين للقضية الفلسطينية التي إحتلت حيزا كبيرا في نضاله الوطني في المغرب وخارجه.
وفا