الأربعاء 18 مارس 2015 06:15 م بتوقيت القدس المحتلة
موقع مدينه رام الله الاخباري :
ولدت من الخوف\" بعد أن أقتحم جنود الاحتلال منزلي الساعة الثالثة فجرا بحثا عن والدي.
كان هذا ما بدأت به هبة أحمد الحاج علي \"32 عاما\" من سكان مدينة نابلس ابنة أكبر مطلوب للإحتلال\"النائب في المجلس التشريعي أحمد الحاج علي\" ، حيث اقتحم جنود الاحتلال منزلها المحاذي لمنزل والدها في الثامن من شهر تشرين أول عام 2014 لإعتقال والدها \".
\"تعالي الى هذه الغرفة\" ثم وضع قبعته على الطاولة الموجودة في إحدى غرف المنزل ، هكذا تصرف الضابط في جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي اقتحم منزل هبة أملا في العثور على والدها ، بعد أن قام بوضع زوجها وابنائها في غرفة واحدة غير الغرفة الموجودة بها ، ليبدأ تحقيقا يتمحور حول سؤال واحد \"أين يختبئ والدك؟ و ليكون أول سؤال لها هل تضعين الجنين عند الولادة بحالة طبيعية ام بعملية؟
الجواب عند هبة كان طبيعيا وغير مسموما كما هو السؤال، فالإجابة كانت \"أضع طبيعي\"، لكن هبة لم تكن مستعدة لسماع تعليق الضابط الذي هددها \"بالاعتقال والولادة في السجن كونها تعلم اين يتواجد والدها على حد زعمه.
تقول هبة لـ\"بالعربي\": ان منزلنا تعرض لأكثر من 7 اقتحامات ليلية وخصوصا في شهر رمضان حيث كان يختار الجنود أوقات الفجر وعند السحور في محاولة للضغط على العائلة كي يسلم والدها نفسه.
تتأمل هبة وتسكت قليلا عند وصف الليلة التي اصبح فيها والدها مطاردا والمطلوب الأول لقوات الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية حيث أخبر والدها زوجته أم علي \"68\" عاما بأنه سيذهب الى \"صالون الحلاقة\" وربما سينام في الخارج او سيعود بعد فترة قليلة وهي ذات الليلة التي اقتحم بها جنود الاحتلال منزله بحثا عنه.
9 أشهر والنائب في المجلس التشريعي أحمد الحاج علي مختفيا عن الأنظار، غير ان ذلك لا يمنعه من الإطمئنان على عائلته بين فترة وأخرى حيث لا تجد هبة وصفا دقيقا لحالته وهو مطارد غير أنه يمتلك \"عزيمة شباب\" وعن حياته اليومية تقول هبة إن والدها متابع للشأن العام ويعلم ما يدور حوله وذلك أسهل عليه من أن يعلم كل الاخبار الخاصة بعائلته كونه لا يستطيع القدوم إلى منزله.
تقول هبة لـ\"بالعربي\" إن والدها يرفض على الإطلاق أن يسلم نفسه لقوات الاحتلال ومصمم على ذلك بسبب الأوضاع الصعبة التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال وعدم تقديم العناية الطبية التي يحتاجها الأسرى حيث إن سنّه الكبير لا يسمح له بأن يعود مرة لأخرى للإعتقال.
وتضيف هبة أن والدها أخبرها بأنه اختار \"السجن الإرادي\" بنفسه لكنه لن يقبل السجن الإجباري الذي يريده الإحتلال له. \"لم نعد ننام الليل براحة \" تقول هبة ، فالتخوف من خبر إعتقال والدها في أي وقت أصبح هاجس خوف عند عائلة الحاج علي إضافة الى التخوف ممما يعانيه والدها من الأمراض حيث إنه يعاني من التهاب في البروستات وجود ماء أبيض في عينيه. تقول هبة لـ\"بالعربي\" إن والدها يتمتع بحصانة برلمانية لكن الإحتلال لا يحترم ذلك، لكنها تبدي لوما كثيرا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمسؤولين في السلطة الفلسطينية كونهم لم يسألوا ولو لمرة واحد عن والدها. وتضيف هبة لا نريد شيئأ من السلطة الفلسطينية سوى الدعم المعنوي ورفع معنويات العائلة فقط ، حيث أن بعض افراد العائلة من الأطفال أصبحوا يعانون من إضطرابات نفسية نتيجة الإقتحامات المتكررة لجنود الإحتلال للمنزل .
إسراء\"3 سنوات\" الحفيدة الثالثة والعشرون للحاج علي، تعاني منذ أشهر من حالة نفسية نتيجة اقتحامات جنود الاحتلال للمنزل في ساعات الفجر ، تقول إسراء ببراءة طفولتها \" أخاف منهم كونهم يرتدون اللباس الأسود في ظلام الليل... لا أعلم لماذا يأتون الى منزلنا. وكانت قوات الإحتلال هددت عائلة الحاج علي بتصفيته جسديا إن لم يسلم نفسه لمخابرات الاحتلال الإسرائيلي. وقد أصبح النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد الحاج علي مطاردا لقوات الاحتلال بعد ما زعمته إسرائيل من اختطاف فلسطينيين لأربعة مستوطنين في مدينة الخليل، حيث بدأت بتنفيذ حملة اعتقالات طالت العديد من نواب المجلس التشريعي المنتمين الى كتلة التغيير والإصلاح عن حركة المقاومة الإسلامية حماس.