ما الذي يجعل فيروس كورونا المستجد شديد العدوى؟

284107_5_1588838444

رام الله الاخباري:

منذ انتشار فايروس "كورونا" عالمياً، بدأ العلماء في محاولاتهم الحثيثة لفهم طبيعته، وكيفية التعامل معه، ومصدره، من أجل إيجاد العلاج الناجع له، وإيقافه، بعدما أصاب ما يزيد عن ثلاثة ملايين إنسان حول العالم.

علماء الأحياء من جامعة كورنيل في الولايات المتّحدة، عملوا على دراسة بنية فايروس "كورونا" المستجد، وأكدوا على أنهم اكتشفوا تفسيراً لاعتقاداتهم أسباب كونه سريع الانتشار والعدوى.

مجلة Journal of molecular Biology، أشارت إلى أن العلماء أجروا مقارنةً بين بنية فايروس "Sars- Cov-2"، مع بنية فايروس كورونا المعروف سابقاً، وذلك لفهم سبب كون الجديد سريع الانتشار والعدوى بين الناس.

وقال الباحثون: "على الرغمِ من تطابق 86% من التسلسل الجينومي في بنية فايروس Sars- Cov-2، مع بنية فايروس Sars-Cov-1، الذي اكتشف عام 2003م، إلا أن له ميزة شبيهة بفايروس كورونا البشري الحميد HCoV-HkU1".

ويسبب فايروس Sars-Cov-1 نسبة وفيات عالية تصل إلى 10%، لكنه لا ينتشر بسرعة، أما فايروس Hcov-HKU1، فعلى الرغم من أنه نسبياً غير مؤذٍ، إلا أنه معدٍ جداً، وسريع الانتشار، مما جعل العلماء يعتقدون، أن الجمع بين هذه الخصائص، جعل فايروس Sars-Cov-2 بهذه الخطورة.

إضافةً إلى ذلك، اكتشف الباحثون، في بنية بروتين S للفايروس المستجد، عنصراً يساعده على اختراق الخلايا البشرية، وهو حلقة خاصة تتكون من سلسلة تتألف من أربعةِ أحماض أمينية متتالية، غير موجودة في فايروسات كورونا المعروفة للعلماء.

كما اتضح للعلماء، بأن الأشواك على سطح الفايروس تتكون من البروتين S، ويلتصق بواسطتها بمساعدة الحلقة بقوة بمستقبلات الخلايا البشرية السليمة، مما يسهّل اختراقها لاحقاً، وهذا يجعل قوة التصاق بروتين S في فايروس كورونا المستجد بمستقبلات الخلايا البشرية، تفوق التصاق فايروس Sars-cov-1  بعشر مرات.

رئيس فريق البحث، والخبير بعلم الفايروسات، بروفيسور غازي ويتاكر، قال: "يجمع فايروس Sars-Cov-2 في بنيته خصائص غريبة، ونعتقد أن الحلقة في بنيته مهمة جداً لانتقال العدوى أو لثباته أو لكليهما".

ووفقاً لرأي الباحثين، فإن خطورة الفايروس يمكن تفسيرها، بأن بروتين S لفايروس Sars-Cov-2، ينشّط إنزيم فورين "Furin" الموجود في مختلف أعضاء جسم الإنسان، ووجود هذا الإنزيم في أنسجة هذه الأعضاء، يوضح قدرة الفايروس على مهاجمة عدد من أعضاء الجسم في وقتٍ واحد، ومن هنا تظهر خطورته الكبيرة على الإنسان.

وأفاد الباحثون، بأن القطط، ابن عرس، وحيوان المنك، عرضةً للإصابة بفايروس Sars-Civ-2، لوجود مستقبلات على سطح خلاياها، مشابهةً لتلك الموجودة على سطح الخلايا البشرية، لكن تكون إصابة القطط بالمرض قليلة، وليس هناك ما يؤكد انتقال العدوى منها إلى الإنسان.

إلى جانبِ ذلك، يؤكد العلماء، بأنه يوجد للقطط خط خاص من فايروسات كورونا، وستتم دراستها قريباً، لفهم خصائص فايروس Sars- Cov-2 بشكلٍ أفضل.