الكلاسيكو بغياب مورينيو.. "غير"!

  انقسمت مواجهات الكلاسيكو الاسباني بين القطبين ريال مدريد وبرشلونة، منذ أول لقاء رسمي بينهما (3-1 لبرشلونة) في عام 1916 وحتى اللقاء المرتقب في قمة الجولة 28 من الليغا الاحد المقبل 22 مارس/آذار الحالي، إلى عدة مراحل من الصراع وربما العداء بين الناديين الاسبانيين العريقين بسبب الصراعات السياسية بين أبناء إقليم كتالونيا والعاصمة الاسبانية، كان أبرزها الفترة التي تولى فيها الجنرال فرانكو الحكم منذ عام 1936 وحتى 1975، والفترة التي تولى فيها \"السبيشيال وان\" البرتغالي جوزيه مورينيو تدريب النادي الملكي منذ عام 2010 وحتى 2013. ورغم الجدل الاعلامي والتصريحات النارية في الصحف المدريدية والكتالونية، الذي يسبق أي لقاء \"كلاسيكو\"، الا أن المواجهات بين الفريقين خلال الفترة من عام 2010 وحتى 2013 كانت أكثر عدائية وكراهية بسبب وجود مورينيو، مدرب النادي الملكي السابق، بسبب تصريحاته العدائية وكراهيته المبالغ فيها للنادي الكتالوني. وخاض الريال مع مورينيو 17 كلاسيكو لم يفز فيهم إلا في خمس مباريات فقط، وخسر في ست مباريات، وتعادل في 6 مباريات ايضا، وكان أول كلاسيكو لمورينيو مع الريال في نوفمبر/تشرين الثاني 2010 في المباراة الشهيرة التي انتهت بفوز برشلونة 5-0 وهي المباراة التي اشتبك فيها مورينيو مع الراحل فيلانوفا مساعد المدرب غوارديولا، ورغم أن مورينيو تعرض للخسارة بنسبة أكبر من الفوز على برشلونة الا أن الكلاسيكو في عهد مورينيو كان \"غير\" وكان مذاقه مختلف الا انه كان أكثر عدائية بينه وبين لاعبي برشلونة تارة ومع الجهاز الفني تارة اخرى علاوة على اثارته للجدل بتصريحاته الثأرية المتوعدة للكتالونيين. وشتان الفارق بين الكلاسيكو أيام مورينيو والكلاسيكو في العامين الماضي والحالي، بعدما رحل \"الاسبيشيال وان\" لتدريب تشيلسي، حيث يؤكد عدد من اللاعبين وبعض الصحف الاسبانية أن الكلاسيكو دون مورينيو أصبح هادئاً نسبيا مقارنة بحالة الصخب والتصريحات المستفزة والمثيرة للجدل التي كان يتسبب بها مورينيو قبل أي كلاسيكو، خلال الفترة التي قاد فيها النادي الملكي (2010-2013). ومرت المواجهات، التي جمعت بين الايطالي كارلو أنشيلوتي ،مدرب الريال الحالي، ومنافسيه الارجنتيني تاتا مارتينو الموسم الماضي والاسباني لويس انريكي في الموسم الحالي مع برشلونة، بسلام ولم يحدث نفس الجدل الذي كان يظهر في عصر مورينيو، وكانت الغلبة للريال على حساب برشلونة على عكس ما كان يحدث ايام مورينيو، حيث كانت فاقت خسائر النادي الملكي عدد انتصاراته امام النادي الكتالوني. وجاءت تصريحات قائد برشلونة أندرياس انييستا لتؤكد على هدوء الكلاسيكو بعد رحيل مورينيو حيث قال لصحيفة \"ديلي ميل\" البريطانية: \"أعتقد أننا لن نرى المشادات التي كنا نشهدها في الكلاسيكو وقت وجود البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني السابق للفريق الملكي، والوضع سيكون أهدأ بعض الشيء\". واتفق البرتغالي بيبي، قلب دفاع ريال مدريد واحد المتضررين من مورينيو، على ما قاله انييستا بشأن المدرب البرتغالي المثير للجدل حيث قال: \"عندما نذهب للعب في ملاعب إسبانيا لم نعد نشعر بأننا مكروهون كما كنا في عهد مورينيو لقد أصبحت صورتنا نظيفة بعد رحيله ، ولقد أصبح الكلاسيكو هادئا منذ رحيل مدرب ريال مدريد السابق\". وبدوره قال لاعب وسط ريَال مدريد لوكا مودريتش في حواره مع موقع سبورتسكي نوفوستي الكرواتي بطريقة ساخرة :\"علينا سؤال مورينيو اذا كان الكلاسيكو مجرد مباراة عادية\"، في اشارة الى اثارة الجدل التي كان يتسبب بها مورينيو خلال الفترة التي قاد فيها الريال (من 2010 وحتى 2013) وشهدت بعض التجاوزات والاحداث الملتهبة بين لاعبي الفريقين. في المقابل، حاولت الصحف المدريدية والكتالونية في الايام الماضية تأجيج المشاعر بين لاعبي الفريقين واضافة اثارة أكثر للقاء ، وبعدما توعد قائد برشلونة الثاني صاحب ال750 مباراة تشافي هرنانديز منافسه المدريدي في \"كامب نو\" بالفوز والثأر من خسارة مباراة الدور الاول في سانتياجو برنابيو جاء الدور على الويلزي جاريث بيل ليتوعد برشلونة على ملعبهم ووسط جماهيرهم بالفوز، لكن مثل هذه التصريحات امور طبيعية قبل اي لقاء وليس بنفس الاثارة والعدائية التي كان يشهدها الكلاسيكو في عصر مورينيو. ومنذ أن جاء مورينيو لريال مدريد في صيف 2010 ومباريات الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة صارت كثيرة خلال الموسم الواحد ، وبمعدل لا يقل عن خمس مباريات في الموسم حيث شاءت الاقدار ان يتواجه الفريقان في دوري الابطال وكأس الملك والسوبر الاسباني علاوة على مواجهتي الليجا، وكانت النتائج في مصلحة برشلونة الا ان الغلبة الاعلامية كانت بالقطع في مصلحة مورينيو. وكان مدرب الريال السابق يثير غضب جماهير برشلونة ويشتري عداءها منذ ان كان مدربا لانتر ميلان الايطالي حيث قاده للتأهل على حساب برشلونة في نصف النهائي (قبل التتويج باللقب 2010) واحتفل في \"كامب نو\" بطريقة أثارت استفزاز اللاعبين والجماهير الكتالونية وحتى تصريحه الأخير بتمنياته لمنافسه الانجليزي مانشستر سيتي بالفوز على برشلونة في اياب نصف نهائي دوري الابطال من اجل استعادة هيبة الكرة الانجليزية وهو تصريح قابله غضب كتالوني كبير على المدرب الذي بدأ مسيرته التدريبية في برشلونة منذ ان كان مترجما للانجليزي بوبي روبسون مرورا بعمله كمساعد مدرب للهولندي لويس فان جال. يذكر ان مورينيو أكد في الكلاسيكو السابق باكتوبر الماضي عدم اهتمامه بمشاهدة القمة الإسبانية ، مفضلا تناول العشاء مع عائلته، حيث قال في مؤتمر صحفي آنذاك: \"الكلاسيكو لا يهمني، سأتناول العشاء مع أفراد عائلتي ثم سأخلد للنوم، لن أفقد هدوئي يوم السبت لأن لدي مباراة هامة الأحد\".