رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
رصد باحثون ومختصون أسباب نجاح كوريا الجنوبية في القضاء شبه الكامل على وباء فيروس كورونا المستجد، وذلك بعد أن كانت بؤرة جديدة للفايروس التاجي، نظرا لقربها الجغرافي مع الصين وعدد سكانها الكبير.
ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن كوريا الجنوبية تمكنت النجاح بهذه التجربة من خلال خطوات بسيطة وغير صارمة مثل التي اتخذتها بعض الدول.
وأوضحت الصحيفة أن التجربة الكورية الجنوبية تعطي العالم أربعة دروس مستفادة منها، أولها التدخل بسرعة قبل أن تتحول لأزمة، مبينة أنه وفور تشخيص أول حالة
مصابة في البلاد اجتمع مسؤولو الحكومة مع شركات طبيّة، لدعوتها للبدء، بشكل فوري، بتطوير معدّات لفحص كورونا بوتيرة ضخمة، قبل تطبيق حالة الطوارئ.
وأضاف تقرير الصحيفة الأمريكية: "خلال أسبوعين، تمكنت البلاد من انتاج معدّات لآلاف الفحوصات يوميًا، كما فرضت الحكومة بسرعة كبيرة، إجراءات الطوارئ في مدينة دييغو، التي يبلغ عدد سكانها مليونين ونصف المليون نسمة".
أما الدرس الثاني، فهي إجراء فحوصات جماعية دون استنزاف المشافي، حيث أجرت فحوصات لأشخاص بالفيروس، حتى لأولئك الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض، ما مكّنها من عزل ومعالجة العديد من الأشخاص بعد وقت قصير من إصابتهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن كوريا الجنوبية فتحت 600 مركز اختبار في مناطق مختلفة، حتى لا تستنزف المستشفيات، للعمل على فحص أكبر عدد ممكن من الأشخاص بأسرع ما يمكن.
ولفتت إلى أن 50 سيارة كانت تجوب البلاد لإجراء فحوصات دون أن يغادر الطاقم الطبيّ السيّارة، ويتم إعطاء المراجعين استبيانًا ومسحًا لدرجة الحرارة عن بُعد ومسحة للحنجرة.
وبحسب الصحيفة، فإن الدرس الثالث هو تعقّب المرضى وعزلهم ومراقبتهم، حيث أنه عندما يتم الكشف عن أن نتيجة فحوصات الشخص إيجابيّة، يتتبع العاملون الصحيّون تحركات المريض الأخيرة للوصول إلى الأشخاص الذين التقاهم مؤخرًا، لإجراء الاختبارات عليهم.
وأوضحت أن هذا الأمر أدى إلى تحديد شبكات انتقال العدوى في وقت مبكّر، ولاحقًا، إلى إخراج الفيروس من المجتمع في كوريا الجنوبية.
وكشفت عن طرق جديدة طورتها كوريا الجنوبية لتعقّب "الاتصال العدواني" أثناء تفشي فيروس كورونا، مثل استخدام كاميرات الأمن، وسجلّات بطاقات الائتمان، وبيانات GPS من سيارات المصابين وهواتفهم المحمولة.
ولفتت إلى طريقة جديدة وهي الاعتماد على الرسائل الجماعية، حيث تهتزّ الهواتف المحمولة للكوريين الجنوبيين مع إنذارات الطوارئ، كلما اكتُشفت حالات جديدة في مقاطعاتهم.
وأضاف التقرير: "تفصّل مواقع الويب وتطبيقات الهواتف الذكية بالتفصيل كل ساعة على حدة، وأحيانًا دقيقة بدقيقة، الجداول الزمنية لسفر الأشخاص المصابين، أي الحافلات التي يستقلونها، ومتى وأين يدخلون ويخرجون، حتى إذا كانوا يرتدون أقنعة".
وأخيرا الدرس الرابع وهو "خلق وعي عام"، حيث يتم إبقاء المواطنين على اطّلاع تام وطلب تعاونهم، كما توفر عمليات البث التلفزيوني وإعلانات محطات مترو الأنفاق وتنبيهات الهواتف الذكية تذكيرات لا نهاية لها بارتداء أقنعة الوجه، ومؤشرات إلى المسافة الاجتماعية.
عرب 48