الإفتاء : من يخالط ويتسبب بموت غيره فهو قاتل وعليه دفع الدية

فيروس كورونا

رام الله الاخباري:

أصدرت دائرة الإفتاء العام في الاردن  مساء اليوم الأربعاء، فتوى بحق من يتهاون في الحجر الصحي، ويخالط الآخرين، مع علمه أنه مصاب وأن مرضه معدٍ.

وقالت الدار في فتواها: "من يعرف نفسه مصاب وبتهاون بالحجر الصحي ويخالط الناس ويتسبب بموت غيره فهو قاتل وعليه الدّية، والكفارة صيام شهرين، متتابعين، ويتكرر

ذلك بعدد من مات بسببه، لقوله تعالى: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا".

وشددت دار الإفتاء العام على أنه يجب شرعاً على من كان مصابًا بفيروس كورونا، أو كان مشتبها بإصابته، أن يبادر إلى أقرب مركز صحيّ، لاتخاذ التّدابير الصحيّة اللازمة والملائمة لحفظ صحته ونفسه، وتجنيب الآخرين خطر العدوى.

وأكدت أن "من خالف ذلك فهو آثم شرعاً مستحق للعقوبة في الدنيا والآخرة، فإن نجا من العقوبة في الدنيا فلن ينجوَ منها في الآخرة ما لم يتب، وحسابه عند ربه".

وأضافت: "يحرم على من أصيب بمرض معدٍ كفيروس كورونا، أو اشتبه بإصابته به أن يخالط سائر الناس؛ حتى لا يكون سببًا في نقل العدوى والمرض إليهم، ممّا يترتب عليه الإضرار بهم، بشكلٍ خاص، والإضرار بالبلد وأمنه الصحي والاقتصادي بشكل عام".

وأشارت دائرة الإفتاء إلى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم – أمر المسلمين بالحجر الصحيّ عند وجود الطّاعون الذي هو وباء معدٍ، فقال: "إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ".

وبينت دار الإفتاء أن النّهي الوارد في الحديث حمله العلماء على التحريم، أي تحريم الدّخول في البلد الذي وقع فيه الوباء وتحريم الخروج منه، موضحة أنه يُقاس كلّ وباءٍ معدٍ مثل كورونا فلا يحِلّ للمصابٍ به أن يخالطَ غيرَهُ من الناس.

ودعت الدار إلى ضرورة الالتزام بالحجر الصحي وكل التوجيهات التي يقرّرها أهل الاختصاص، لافتة إلى أن من لم يلتزم بذلك فهو آثمٌ شرعًا.