أحداث سجلها التاريخ أدت لتوقف الحج.. هل يفعلها كورونا؟

السعودية وفيروس كورونا والحج

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

تسود حالة من الترقب في أوساط المسلمين في كافة بقاع المعمورة، حول ما إذا كان فيروس كورونا المستجد، الذي أودى بحياة آلاف البشر حول العالم سيؤجل موسم الحج هذا العام، خصوصا وأن السعودية أغلقت الحرمين الشريفين في الـ5 من مارس الماضي، ضمن إجراءات احترازية لمنع العدوى.

وازدادت تلك التوقعات بعد دعوة وزير الحج والعمرة السعودي محمد صالح بن طاهر، مساء أمس الثلاثاء، دول العالم إلى التريث في تجهيز عقود الحج لهذا العام إلى حين اتضاح الرؤية بخصوص فيروس كورونا، خصوصا وأنه تم تعليق دخول السعودية لأغراض العمرة.

ومن المقرر أن يبدأ موسم الحج لهذا العام في 28 يوليو، على أن يستمر حتى الثاني من أغسطس المقبلين.

من جهته، أكد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي، في الأول من مارس الماضي، بجواز منع أداء مناسك العمرة والحج بشكل مؤقت في حال انتشار فيروس كورونا الجديد وتأكد أنه يُهدد حياة المعتمرين والحجيج.

وقال داغي في فتواه: "إذا انتشر الوباء قطعاً أو تحقق غلبة الظن -من خلال الخبراء المختصين- أن الحُجاج، أو بعضهم، قد يصيبهم هذا الوباء بسبب الازدحام، فيجوز منع العمرة أو الحج مؤقتاً بمقدار ما تدرأ به المفسدة".

ووفقا لموقع "الخليج أونلاين"، فإن الحج توقف على مدار التاريخ عدة مرات، بسبب حروب وأزمات؛ منها حادثة "القرامطة" الشيعية، التي منعت الحج 40 عاماً، لاعتبارهم الحج من الأعمال الجاهلية.

وبحسب ما ذكر في كتاب "تاريخ الإسلام" للإمام الذهبي، فإن أبو طاهر القرمطي وقف منشداً على باب الكعبة، يوم الثامن من ذي الحجة سنة 317 هجرية، داعياً سيوف أتباعه أن تحصد حجاج بيت الله قتلاً ونهباً وسفكاً لدمائهم، في الوقت الذي كان يشرف فيه هو بنفسه على هذه المجزرة المروِّعة، وينادي أصحابه: "أجهزوا على الكفار وعبدة الأحجار، ودكوا أركان الكعبة، واقلعوا الحجر الأسود".

وكما يروي كتاب الذهبي، فإن الحجاج يومها تعلقوا بأستار الكعبة واستغاثوا بالله، فاختطفتهم سيوف القرامطة، واختلطت دماؤهم بأستار الكعبة، حتى زاد عدد من قتل في هذه المجزرة على 30 ألفاً، دفنوا في مواضعهم بلا غسل ولا كفن ولا صلاة.

وبحسب العديد من المصادر التاريخية، فقد قام القرامطة بجمع 3 آلاف جثة حاج وطمروا بها بئر زمزم وردموها بالكلية، ثم قاموا بعد ذلك بقلع الحجر الأسود من مكانه، وحملوه معهم إلى مدينة "هجر" بالبحرين، حيث كانت مركز دعوتهم وعاصمة دولتهم.

وفي عام 983 ميلادية قيل إنه لم يحج أحد من العراق بسبب الفتن والخلافات بين خلفاء بني العباس وخلفاء بني عبيد.

وفي عام 1213 هجرية توقفت رحلات الحج في أثناء الحملة الفرنسية، وفي سنة 1344 هجرية حدث ما سمي بالمحمل المصري ونتج عنه انقطاع الحج تماماً من مصر.

أما في عام 1253م فعاد أهل بغداد للحج بعد توقف دام 10 سنوات؛ بعد وفاة الخليفة المستنصر.

وفي 1257 ميلادية لم يحج أحد من أهل الحجاز، ولم ترفع راية من رايات الملوك في مكة، وفي 1814م مات نحو 8000 شخص في الحجاز بسبب الطاعون.

أما في 1831م فتفشى وباء هندي خلال موسم الحج، ومات بسببه كثير من الحجاج، ومن 1837 حتى 1840 شهدت الحجاز تفشي الأوبئة، كما من 1846 حتى 1883م تفشى وباء الكوليرا، الذي عطل الحج ودفع الناس للهروب من الحجاز، وتم حجرهم صحياً.

كما تعطل موسم الحج في عام 1030 ميلادية، حيث لم يؤدِّ الفريضة سوى مجموعة من العراق، وانقطع أهل العراق وخراسان والشام ومصر عن الحج في موسم عام 1039 ميلادية.

وبحسب كتب التاريخ الإسلامي، فقد توقف موسم الحج في عام 1099 بسبب اختلاف السلاطين قبل سقوط القدس في يد الصليبيين بخمس سنوات، ولم يتمكن المصريون من أداء فريضة الحج في عام 1168 بسبب حرب داخلية كانت وقتها".

الخليج اون لاين