رام الله الاخباري:
تطرقت صحيفة بريطانية، مساء الأحد، إلى اقتراح نادر تقدمت به الصين مؤخرا على الأمم المتحدة إحداث تغيير جذري في الطريقة التي يعمل بها الإنترنت، في محاولة لاستيعاب التطور الكبير في التكنولوجيا، بدعم روسي وسعودي.
ووفقا لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإن الهندسة الجديدة ستقوم باعتماد أحدث التقنيات، إلا أن الدول الغربية تخشى من أن يزيد ذلك من سيطرة الدولة على خدمات الإنترنت.
وذكرت الصحيفة أن الهندسة الجديدة ستسمح باعتماد أحدث التقنيات؛ مثل الهولوغرام والسيارات ذاتية القيادة، إلا أن ذلك -بحسب بعض النقاد- سيزيد الاستبداد ضمن هندسة التقنية التي تقوم عليها شبكة الويب.
بدورها، قدمت شركة العملاق الصيني "هواوي" للأجهزة الذكية، بالتعاون مع شركة "تشاينا يونيكوم"، وشركة "الصين للاتصالات السلكية واللاسلكية"، ووزارة الصناعة
وتكنولوجيا المعلومات الصينية، اقتراحا للاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة يمثل معيارا جديدا لتقنية الشبكة الأساسية يسمى "بروتوكول الإنترنت الجديد".
وبحسب الصحيفة، فإن هذا الاقتراح أثار المخاوف بين الدول الغربية، وخصوصا بريطانيا والسويد والولايات المتحدة، التي تعتقد أن هذا النظام سيحدث انقساماً في مجال
الإنترنت العالمي، وسيمنح الدولة التي تدير مزودي خدمات الإنترنت سيطرة دقيقة على استخدام المواطنين للإنترنت، في مقابل دعم روسيا وربما السعودية، حسبما أفاد به ممثلون غربيون في الاتحاد الدولي للاتصالات.
بدوره، أكد مندوب بريطاني لدى الاتحاد الدولي للاتصالات، أن معركة كبيرة تدور في الخفاء حول مستقبل الإنترنت، مبينا أن "الرؤيتين المتنافستين تقوم إحداهما على حرية وانفتاح الإنترنت من دون تدخل الحكومة، في حين يمثل خضوع الإنترنت لرقابة الحكومات وتوجيهاتها أساس الرؤية الثانية".
وقالت الشركة الصينية إن بعض هذه العناصر ستكون جاهزة للاختبار بحلول أوائل عام 2021.
وتعتبر شركة "هواوي" أن البنية الأساسية الحالية للإنترنت التي تقوم عليها الشبكات العالمية المعروفة باسم "حزمة بروتوكولات الإنترنت" "غير مستقرة" و"غير كافية إلى حد كبير" لتلبية احتياجات العالم الرقمي بحلول عام 2030.
وأشارت هواوي إلى أن البنية الحالية للانترنت غير كافية للسيارات ذاتية القيادة، وإنترنت الأشياء واسعة الانتشار، و"التصوير المجسم للانتقال الآني.
وحسب شركة هواوي، فإن بروتوكول الإنترنت الجديد يصمم لتلبية الحاجات التقنية لعالم رقمي يشهد تطوراً سريعاً من دون أن يتضمن تصميمه أي شكل من أشكال الرقابة.
من جانبه، تعتزم مختبرات أكسفورد المعلوماتية أن تصدر ورقة بحثية موجهة إلى حلف الناتو تحذر من أن بروتوكول الإنترنت الجديد سيتيح "فرض ضوابط دقيقة ضمن أسس الشبكة"، وأن النهج الذي تتبعه الصين "سيؤدي إلى المزيد من السيطرة المركزية والتحكم على الإنترنت، وربما حتى على مستخدميها، إلى جانب الآثار المترتبة على الأمن وحقوق الإنسان".
وحسب الخبراء، فإن المعايير المعتمدة في الاتحاد الدولي للاتصالات معتمدة بشكل عام من قبل الدول النامية في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، حيث وافقت الحكومة الصينية على أن توفر لها البنية التحتية وتكنولوجيا المراقبة في إطار "مبادرة الحزام والطريق".
وتخطط شركة هواوي -وغيرها من الشركات المشاركة- لتوحيد معايير بروتوكول الإنترنت الجديد خلال مؤتمر رئيسي للاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية من المقرر أن يُعقد بالهند في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.