متعافون من "كورونا" يروون تجربتهم من الإصابة إلى الشفاء

580

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

سرد عدد من المتعافين من فيروس "كورونا المستجد"، قصصهم وتجربتهم خلال الإصابة ورحلة علاجهم منه، مقدمين العديد من النصائح للناس حول هذا المرض.

وعلى الرغم من أن تجربة كل واحد منهم، حملت الكثير من التفاؤل والمرح اليومي، إلا أن الإصابة بفيروس كورونا لم تكن هينة عليهم، ولا على الآلاف الذين أصيبوا به في الأسابيع الأخيرة.

البداية كانت مع السائح الأمريكي "مات سويدر" الذي زار معبد أبو سمبل في أسوان جنوبي مصر، الذي تحولت زيارته السعيدة بشكل مفاجئ إلى رحلة من العلاج، حينما نقل في طائرة عسكرية لمستشفى بالقاهرة بعد تسجيل إصابته بفيروس كورونا إلى جانب عدد من السائحين على متن باخرة نيلية.

وأوضح سويدر معاناته الطويلة من ضيق التنفس، والذي يعد أحد أشهر أعراض مرض كورونا، حتى كانت آخر تغريداته منذ يومين، وهو سعيد بنتيجته السلبية في اختبار الفيروس الوبائي، مع صورته وسط الأطباء والممرضين في مصر.

أما الشاب البريطاني "كونور ريد" 25 عاما، والذي كان يعمل بمدينة ووهان الصينية عندما أصيب بالفيروس التاجي أواخر عام 2019، حيث عانى من أعراض شائعة مثل البرد، التي انتهت به وهو يكافح من أجل استنشاق بعض الهواء.

ووصف كونور الأعراض الأولى بأنها مثل نزلة البرد العادية، تماما كالتي تصيب أي شخص في أي يوم، ثم شعر بأنه تحسن، وباشر حياته بشكل طبيعي، قبل أن يتحول الأمر للأسوأ.

ووفقا لما ذكرت "الجزيرة نت" في تقرير لها، فإن كونور انتقل من البرد للإنفلونزا، وكانت أسوأ إنفلونزا واجهها في حياته، حتى شفي منها هي الأخرى، لتلحق به أعراض الالتهاب الرئوي بعد ذلك.

وأضافت: "بهذه الحالة انتقل كونور للمستشفى. وفي وقت لم تكن فيه السلطات الصينية على علم تام بحجم تفشي الفيروس الجديد، وهناك تأكد كونور من إصابته بفيروس كورونا".

وأشارت "الجزيرة" إلى أن الأعراض التي باتت تهدد حياته، تضاعفت وشعر كأنه لا يسعه سوى استنشاق نصف سعة رئتيه من الهواء، وكل نفس كان يأخذه لم يكن يكفيه، وبدا كأنه يتنفس من كيس ورقي، وأن هناك أثقالا في رئتيه لن تتزحزح".

وأوضحت أن الأعداد التي تلجأ للمستشفيات تزايدت وهي تواجه الأعراض الخطيرة نفسها، ولأنه شاب ومناعته قوية، رأت إدارة المستشفى أن ترسله لمنزله واستكمال علاجه هناك حتى تمام الشفاء، لاستقبال حالات حرجة أخرى.

ولفتت إلى أن كونور مازال يعيش في ووهان تحت الحجر الصحي، متمنيا أن ينتهي ليتابع حياته بشكل طبيعي، لكن ليس كما اعتاد، فيرى أنه من الأفضل أن يكون الشخص حذرا بشكل مفرط من ألا يكون حذرا بما فيه الكفاية في مواجهة هذا الفيروس.

أما الشابة "إليزابيث شنايدر" فمازالت تعيش مشاعر نبيلة رغم مواجهتها فيروس فتاك؛ فهي أميركية، تعيش في مدينة سياتل، المصنفة كأكبر مدينة شهدت وفيات في الولايات المتحدة الأميركية بسبب فيروس كورونا.

ومن خلال تجربتها مع العدوى، والتي عالجتها بنفسها في منزلها، ترى إليزابيث أنه لا داعي للقلق، ولكن علينا التفكير في الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، من مسنين أو مرضى يعانون من حالات صحية معينة كالسكري ومرضى القلب والرئة، وأنه على الجميع البقاء في المنزل قدر الإمكان حتى مرور الخطر.

وأضافت إليزابيث: "أنها استيقظت في يوم وهي تشعر بتعب لم تشعر به من قبل، ولم تقدر على النهوض من فراشها، وبحلول منتصف النهار أصابها صداع شديد، وبدأت درجة حرارتها في الارتفاع، وآلام جسدها تزداد".

وتابعت: "غفيت قليلا وعندما استيقظت وجدت أن درجة حرارتي بلغت 39.4، وبدأت أشعر بوخز في أطرافي ورعشة تشمل كل جسدي، مما دفعني للجوء إلى أدوية الإنفلونزا المعتادة، والاتصال بصديقتها لمتابعتها في حالة الحاجة إلى نقلها للطوارئ".

وتشير "الجزيرة نت" في تقريرها إلى أن إليزابيث بعد يومين، بدأت درجة حرارتها بالانخفاض، وتابعت أخبار انتشار الفيروس التاجي في واشنطن، حتى أصبحت بؤرة للمرض، لكنها ظلت مطمئنة لأنها لم تكن تعاني السعال الجاف أو ضيق التنفس، وهما العرضان الأكثر شهرة لكورونا.

مع انتشار الأخبار وخشيتها من الخروج من المنزل، قررت إليزابيث مخاطبة مركز بحث للإنفلونزا، وأرسلوا لها مساحات للأنف للفحص، وأرسلتها لهم ثانية، ليأتيها الرد بأنها مصابة بفيروس كورونا، وأخذت وقتا لاستيعاب ذلك، خاصة أن الأعراض بدأت الخفوت.

وأوضحت أنها تواصلت مع السلطات المحلية، وأرسلوا لها أدوية برد، وأمروها بالبقاء في المنزل ثلاثة أيام بعد الشعور بالتحسن، وبعد مرور أسبوع عادت إليزابيث للخروج وأداء مهماتها، لكنها ما زالت تتجنب التجمعات الكبيرة.

الجزيرة نت