رام الله الإخباري
رام الله الإخباري:
حدَّد زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، اليوم الأحد، شروطه للانضمام لأي حكومةٍ إسرائيليةٍ مقبلة.
وجاء ذلك في وقت تتعمق فيه الأزمة السياسية وصعوبة تشكيل حكومة جديدة، في ظل التقاطب الذي برز في نتائج انتخابات الكنيست الأخيرة، الأسبوع الماضي، وعدم حصول أي من معسكري زعيم حزب الليكود واليمين، بنيامين نتنياهو، ورئيس كتلة "كاحول لافان، بيني غانتس، على أغلبية في الكنيست، وفق موقع "عرب 48".
ويبدو، حاليا، أن ليبرمان، بالشروط التي وضعها اليوم، يبتعد عن نتنياهو واحتمال انضمامه إلى حكومة يسعى الأخير إلى تشكيلها. وبين الشروط الخمسة التي طرحها
ليبرمان - "نقل كافة الصلاحيات في موضوع المواصلات العامة وفتح المتاجر في يوم السبت إلى السلطات المحلية"؛ سن "قانون زواج مدني"؛ "التهوّد من خلال حاخامات المدن، بحيث يقيم أي حاخام محكمة تهود" – هي شروط يبدو أنه يستحيل أن توافق عليها الأحزاب الحريدية، وهي الشريك الأساسي في كتلة اليمين.
والشرطان الآخران اللذان طرحهما ليبرمان يتعلقان بمنح المتقاعدين الذي يحصلون على مخصصات ضمان الدخل ومخصصات الشيخوخة 70% من الحد الأدنى من
الأجور، وسن قانون التجنيد لطلاب الييشيفوت (المعاهد الدينية للحريديين) بصيغة يرفضها الحريديون حتى الآن.
ونقلت القناة 12 التلفزيونية، مساء أمس السبت، عن ليبرمان قوله لمقربين منه في محادثات مغلقة، إن الشرخ بينه وبين نتنياهو نابع من أن الأخير مسؤول عن سبع شكاوى
تم تقديمها ضده وضد أبناءه إلى الشرطة والنيابة العامة وسلطة الضرائب، العام الماضي. وأضاف ليبرمان أنه "بمفاهيمي، هذه خطيئة لا سماح ولا غفران عليها. والاعتقاد
بأنن أجلس مع نتنياهو هو وهم لا أمل بتحققه. والأهم الآن هو التأكد من حصول غانتس على التفويض (بتشكيل حكومة)، واستبدال رئيس الكنيست واستعادة اللجنة المنظمة" في الكنيست.
كتبت المحللة السياسية في موقع "ألمونيتور"، مازَل معلم، أن نتنياهو أيقن أن إنجازه الكبير، بزيادة تمثيل الليكود وكتلة اليمين – الحريديين بثلاثة مقاعد، تحطم على أرض الواقع، ولن يدعمه أكثر من 58 عضو كنيست من أصل 120.
"ووجد نتنياهو أمامه، مرة أخرى، الرجل الذي يمنعه من ولاية خامسة في رئاسة الحكومة، وهو ليبرمان. ويبدو هذه المرة أن ليبرمان يعتزم العمل بكافة الطرق الممكنة من أجل ’إكمال المهمة’، من ناحيته، وأن ’يُخرج’ نتنياهو من ديوان رئيس الحكومة".
وكان ليبرمان قد أعلن، يوم الخميس الماضي، عن تأييده لسن قانون يقضي بمنع تكليف متهم بمخالفات فساد، أي نتنياهو، بتشكيل حكومة، وتقييد رئاسة الحكومة بولايتين. ونقلت معلم عنن مقربين من ليبرمان قولهم إنه سيوصي أمام الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، بتكليف غانتس بتشكيل الحكومة.
وأشارت معلم إلى أن المعسكر المعارض لنتنياهو، وشعاره "فقط ليس ننتنياهو"، يضم 62 عضو كنيست، من "كاحول لافان" و"يسرائيل بيتينو" وتحالف "العمل – غيشر – ميرتس" والقائمة المشتركة، وأنه لا يوجد قاسم مشترك في هذه الكتل سوى الرغبة بالتخلص من نتنياهو.
لكن ليس واضحا كيف سيتمكن غانتس من تشكيل حكومة. وفيما سعى غانتس إلى النأي بنفسه عن القائمة المشتركة ومهاجمتها، خلال حملته الانتخابية، بدأت "كاحول لافان" بالتلميح بإمكانية العمل المشترك مع المشتركة. وكتبت معلم أن "هذا تذبذب خطير"، وأن الاستطلاعات الداخلية أظهرت "أن الكثيرين من اليمينيين غادروا كاحول لافان في أعقاب المفاوضات الائتلافية التي أجراها غانتس مع القائمة المشتركة بعد انتخابات أيلول/سبتمبر الماضي".
وحسب معلم، فإنه في ظل الوضع الحالي "يقدر نتنياهو أن انتخابات رابعة ليست سيناريو مفند، وبات يركز على أن غانتس وليبرمان، بدعم ’العرب’ هم ببساطة ’يسرقون’ الحسم الديمقراطي لأكثر من مليوني مواطن".
وردا على خطوات ليبرمان، طالب الليكود المستشار القضائي للحكومة بفتح تحقيق في قضية الفساد التي تورط فيها عدد من قادة حزب "يسرائيل بيتينو"، عام 2015. وأشارت معلم أن "هذا يعتبر كسر للقواعد بمفاهيم نتنياهو وليبرمان".
وخلصت معلم إلى أنه "اتضح أن الانتخابات الثالثة ليس فقط أنها لم تحل الأزمة السياسية وإنما زادتها تعقيدا. وفي الوضع الحاصل، الذي فيه لا أحد يلين والخطاب يتشدد، ليس بالإمكان تشكيل حكومة مستقرة.
وخيار حكومة الوحدة على أساس تناوب بين غانتس ونتنياهو هو المعقول في الظروف الحالية ويمكن أن يحقق هدوءا في المؤسسة السياسية، التي يبدو أنها خرجت عن السيطرة. واحتمال حدوث ذلك (تشكيل حكومة وحدة) يبدو الآن بعيدا جدا".
يشار إلى أن تحليلات عديدة لا تستبعد انشقاقا في "كاحول لافان"، وأن ينشق غانتس وحزبه، 15 مقعدا في الكنيست، عن الكتلة والانضمام إلى حكومة يشكلها نتنياهو. ويؤيد عضو الكنيست غابي أشكنازي، المرشح الرابع في هذه الكتلة، خطوة كهذه، بينما يعارض القياديان الآخران في "كاحول لافان"، يائير لبيد وموشيه يعالون، بشدة إمكانية الدخول لحكومة برئاسة نتنياهو.
يشار إلى أنه حسب النتائج غير الرسمية، فقد حصل حزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو على 36 مقعدًا، وتحالف "أزرق أبيض" بزعامة بيني غانتس حصل على 32 مقعدًا، فيما حصلت "القائمة المشتركة" على 15 مقعدًا، وأحزاب المتدينين اليهود حصلوا على 17 مقعدًا.
والنتيجة لا زالت غير كافية لتشكيل حكومةٍ جديدة، إذ يحتاج نتنياهو إلى 61 مقعدًا لنيل ثقة الكنيست، وهو لم يحصل على دعم سوى 58 نائبًا.
عرب 48