رام الله الإخباري
رام الله الإخباري:
شهدت تركيا مؤخرًا اتخاذ سلسلة من التدابير للحيلولة دون دخول فيروس "كورونا" للبلاد، لا سيما بعد ظهوره في إيران وتسببه في وفاة عدد من الحالات، وشملت هذه التدبير إغلاق الحدود بين تركيا وإيران مؤقتاً.
وإثر انتشار الفيروس الجديد في إيران، منعت السلطات التركية عبور أي شخص من الجانب الإيراني الحدود، ممن بدت عليهم أعراض المرض.
وحيكت بعض النظريات عن كونه أداة من أدوات الحرب على اقتصاديات دول أو سياساتها. يدعم هؤلاء فرضيتهم من خلال الدول، التي ضربها الفيروس بقوة، الصين وإيران، اللتان تقفان سياسيا واقتصاديا على طرف النقيض مع "الطرف المتهم"؛ الولايات المتحدة الأمريكية.
لكن ومع ذلك، لا تجد السياسة في هذا السياق لها أرضية خصبة، لأن الفيروس عابر للجغرافيا، ويتركز حاليا في دول أوروبية، مثل إيطاليا، في مقابل انحساره في دولة المنشأ الصين، وهو ما يؤكد أن الفيروس أصبح لغة تهديد للعالم ككل بدون تمييز بين أعراق أو جغرافيا، وفي حال كان أداة من أدوات الحرب فإن المسلح، الذي أطلق تهديده فقد السيطرة عليه.
في الشرق الأوسط، المليء بالانقسامات والخلافات، يتم توظيف الخوف من الفيروس وانتشاره، بطريقة سياسية. العديد من الدول ترفض الاعتراف بوجود إصابات بالفيروس رغم إعلان الصحة العالمية والمؤشرات العالمية عن حالات إصابات فيها، فيما تأخرت بعض الدول في الاعتراف بذلك. وأيضا يتم الترويج من قبل إعلام بعض الدول عن وجود إصابات بالفيروس في دول أخرى رغم عدم إعلان الأخيرة عن ذلك.
الإعلام المصري كثف من المضامين الإعلامية، التي تتحدث عن غزو الفيروس لـ تركيا، رغم عدم وجود إعلان تركي في هذا الخصوص وعدم وجود بيانات دولية موثوقة تتحدث عن إصابات في تركيا. وعند البحث على محرك الأشهر "جوجل" سوف تجد أن الإعلامين المصري والإماراتي، هما الأكثر عن فيروس كورونا في تركيا. ومن المعروف جدا، أن الدولتين على خصومة سياسية مع أنقرة.
بالإضافة لذلك، نشرت السفارة السعودية في تركيا تغريدة، طالبت فيها رعاياها الموجودون في تركيا لاتخاذ الحيطة والحذر. وقالت: "نظرا لانتشار فيروس كورونا مؤخرا بشكل متزايد، واتخاذ السلطات التركية إجراءات احتياطية على المسافرين خصوصا القادمين من المناطق التي تكثر فيها الحالات، تأمل السفارة من المواطنين السعوديين تأجيل خطط السفر غير الضرورية".
الغريب الذي يتساءل في إطاره المتابعون لخط سير انتشار الفيروس، هو أن تركيا تربطها حدود مشتركة مع إيران وعلاقات اقتصادية، ومع ذلك لا زالت تنفي إصابة أي من مواطنيها بالفيروس.
موقع "تركيا عاجل" نشر خبرا في هذا السياق، ذاكرا أن سائق شاحنة تركي عاد من إيران في الآونة الأخيرة أصيب بالفيروس، وهو ما نفته الصحة التركية، مؤكدة أن هذا محض إشاعات. لكن الموقع أكد وفاة أول مواطن تركي يبلغ من العمر 64 عاما بالفيروس.
موقع worldometers الذي يقوم برصد حالات الإصابة بالفيروس حول العالم، لم يورد في بياناته أي إشارة إلى وجود إصابات في تركيا، لكنه كشف أن الحالة الأولى في توغو هي لامرأة تبلغ من العمر 42 عامًا زارت ألمانيا وفرنسا وتركيا في أواخر فبراير وأوائل مارس. وهو ما يثير شكوكا حول إمكانية انتقال العدوى من هذه المرأة إلى مواطنين أتراك، الأمر الذي لا يزال غير مؤكد.
التقارير شبه الرسمية التركية، التي تؤكد عدم وجود إصابات بالفيروس، تشير في الوقت ذاته أنه يوجد خطر في تفشي الفيروس وانتشاره في تركيا لأنها ليست دولة منفصلة عن العالم. لذلك هناك خطر الإصابة ولكن تركيا تتخذ الكثير من الإجراءات أكثر من البلدان الأخرى.
ومن هذه الإجراءات، تقوم كاميرات ترمال بعملية مسح على جميع الأشخاص الذين يأتون من الخارج؛ لا سيما الركاب من الدول الآسيوية والأوروبية. ويتم إلغاء الرحلات من وإلى الدول المصابة بالعدوى؛ وتقوم البلديات بعمليات تعقيم يومية لوسائل النقل العام تعقيم يوميا.
وبحسب هذه التقارير، يعتمد الأتراك في استهلاك الطعام على الخضار بشكل أساسي، مثل الفاصوليا والقمح والنخالة والذرة. في المقابل، فإن الصين مثلا، يتناول مواطنوها الحيوانات البرية والحيوانات الأليفة مثل الكلاب والقطط والثعابين أو حتى الكائنات البحرية مثل الروبيان والكركند وسرطان البحر.
وفي وقت سابق، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجه، أنهم نجحوا في إبعاد فيروس كورونا عن البلاد بفضل التدابير التي اتخذوها في وقت مبكر وما زالوا يعملون بها حتى الآن.
وأكد قوجه على حرص بلاده على إدارة المرحلة بكل شفافية، مضيفًا "لم تسجل أية إصابة بالفيروس حتى الآن في تركيا، وحريصون على ألا تحدث أية إصابات فيما بعد".
وفي حالة اكتشاف إصابات، أكد الوزير "تحديد جميع التدابير التي سيتم تنفيذها، إذ تم بشكل كافٍ تخزين المستلزمات والاحتياجات الضرورية في مثل هذه المواقف وذلك مثل الأدوية المضادة للفيروسات والمواد الطبية المناسبة، مشددًا على عدم وجود ما يدعو للقلق في هذا الصدد".
يشار إلى أن تركيا تمكنت من إجلاء مواطنيها من مدينة "ووهان" الصينية التي انتشر منها "كورونا"، على متن إحدى الطائرات العسكرية، من خلال عملية اتسمت بالتنظيم والتنسيق العالي.
المواطنون المقيمون في "ووهان" أبلغوا سلطات بلادهم برغبتهم في العودة لتركيا، وبالفعل تم إرسال فرق طبية وخبراء متخصصون في أمراض العدوى على متن طائرة إسعاف عسكرية، وتم إجلاؤهم جميعًا بسلام.
وفي إطار التدابير الوقائية من الفيروس التي تتخذها تركيا من أجل التصدي للفيروس، قامت الأحد 23 فبراير الجاري بوقف مؤقت لرحلات القطارات القادمة والمتجهة إلى إيران.
وقالت إدارة السكك الحديدية التركية في بيان، إن كافة الرحلات توقفت اعتبارا من الساعة 17:00 مساء الأحد.
وأوضح البيان أن توقيف الرحلات هو تدبير مؤقت، على غرار إغلاق المعابر الحدودية البرية بين الجانبين.
ولأول مرة في 12 ديسمبر/ كانون أول 2019، ظهر الفيروس الغامض في الصين، بمدينة ووهان (وسط)، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي انتشر لاحقا في عدة بلدان، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.
الحدث