الهند..مسلمات يروين لحظات الرعب والحرق التي مررن بها والدور الصادم للشرطة

580

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية "بي بي سي" أن النساء والأطفال كانوا من غالبية ضحايا أحداث العنف الطائفية الأخيرة التي اجتاحت أحياء في العاصمة الهندية نيودلهي.

وقد خلف العنف في شمال شرق دلهي أكثر من 40 قتيلا، وكان من بين الضحايا هندوس ومسلمون، فيما يبدو المستقبل قاتماً بالنسبة للآلاف من النساء والأطفال المسلمين الذين باتوا مشردين.

وهربت النساء المسلمات بأطفالهن من العصابات الهندوسية التي هاجمت منازلهن في شيف فيهار؛ إحدى أشد المناطق تضرراً.

ونقلت "بي بي سي" عن نسرين أنصاري، وهي من بين النساء الهاربات من بيوتهن في شيف فيهار، قولها: إن الكارثة بدأت مساء الثلاثاء 25 فبراير/شباط، عندما لم يكن في البيوت غير النساء، بينما كان رجالهن يبعدون أميالاً في منطقة أخرى من دلهي، حيث يحضرون اجتماعاً للمسلمين.

وأضافت نسرين: "رأينا حوالي 50 إلى 60 رجلاً. لا أعرف من هم، ولم نرهم من قبل قط، قالوا لنا إنهم أتوا لحمايتنا وأمرونا أن نبقى داخل بيوتنا".

وبينما تطلعت هي والنساء الأخريات من النوافذ والشرف، أدركن سريعاً أن هؤلاء الرجال لم يأتوا لحمايتهن، عندما رأوهم يرتدون خوذاً ويحملون عصياً خشبية طويلة.

وتابعت نسرين: إن "الرجال كانوا يصيحون بشعاراتٍ دينية هندوسية مثل "جاي شري رام" (ليحيا الرب رام)، ويتلون مقاطع من كتاب هانومان تشاليسا (ترنيمة تقدس قوى هانومان؛ الإله القرد).

وتوضح أمها، نور جيهان أنصاري، إن جارةً مسلمة نادتها لتخبرها أن منزلها يحترق.

وتضيف: "استطعنا أن نرى من نافذتنا بيت جارٍ مسلمٍ آخر ومتجر أدويته يحترقان".

وأوضحت أن المهاجمين خربوا محولات الكهرباء، ومع اقتراب المغيب، انغمست المنطقة في الظلام، مبينة أنه وبعد وقت قليل، كانت النيران تحيطهم، إذ كانوا يلقون قنابل المولوتوف وأنابيب الغاز على متاجر وبيوت المسلمين.

وأشارت نسرين إلى أن النساء أجرين عشرات الاتصالات بالشرطة: "وكانوا في كل مرة يؤكدون لنا أنهم سيصلون في غضون 5 دقائق".

وتضيف أنها عند نقطة معينة اتصلت ببعض أقاربها وأخبرتهم أنهن لن ينجين هذه الليلة، لافتة إلى أن النجدة وصلت بعد 12 ساعة من محاصرة بيوتهن، عندما وصلت الشرطة أخيراً ومعها رجال مسلمون من تشامان بارك وإنديرا فيهار.

أما شيرا مايك (19 سنة) فتقول: إنها وعائلتها احتموا في منزل أحد الجيران، وكنا محاصرين. وكانت الحجارة وقنابل المولوتوف تنهمر علينا من الخارج.

وأضافت: "أخبرتني عدة نساء كيف كدن يتعرضن لاعتداء جنسي تلك الليلة. وقلن إن المهاجمين شدوا حجابهن ومزقوا ملابسهن.

وقالت امرأة أخرى، في بداية الثلاثينات من عمرها، إن السبب الوحيد الذي جعلها تنجو من الموت هو مساعدة جيرانها الهندوس لها.

وأضافت: "قال جيراني الهندوس لأحد المهاجمين "إنها منا. لا توجد مسلمات هنا". وعندما خرج إلى الطريق الخلفي ساعدوني على الهرب".

ووفقا لـ"بي بي سي"، فإن العنف العبثي بدأ في الأيام القليلة الماضية مساء الأحد 23 فبراير/شباط، بصدام صغير على بعد كيلومترات قليلة من شيف فيهار بين مؤيدين ومعارضين لقانون المواطنة الجديد المثير للجدل، إلا أنه وفي غضون ساعات، كان أثره قد وصل إلى الأحياء الأخرى بما فيها شيف فيهار وتشامان بارك.

عربي بوست