رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
توقع الكاتب المعني بالشؤون الطبية في "ذي أتلانتيك" جيمس هامبلن، أن يتسبب فيروس كورونا المستجد (المعروف تقنيًا باسم SARS-CoV-2) المنتشر في أنحاء العالم مؤخرا، في مرض تنفسي خطير.
وقال في مقال له في المجلة ذاتها وترجمه موقع "عرب 48": " يبدو أنّ معدّل الوفيات من المرض يبلغ أقل من 2 في المئة، وهي نسبة أدنى بكثير من معظم حالات تفشي الفيروسات التي تصدّرت الأخبار العالمية. ولكن الفيروس دق ناقوس الخطر بسبب معدّلات وفياته المنخفضة نسبيا، وليس برغمها".
وأضاف: "الفيروس الجديد حصد حياة أكثر من ضعف هذا العدد من الناس حتى الآن. إذ إن هذا الفيروس القوي الذي يتميز بمزيج من الخصائص، يُعد قاتلا، ولكنه ليس قاتلا جدا بخلاف الأفكار السائدة من حوله.
فهو يُمرض الناس بطرق ليست فريدة من نوعها ولا يمكن التنبؤ بها. ففي الأسبوع الماضي، أظهر فحص لـ14 أميركيا على متن سفينة سياحية في اليابان، أنهم مصابون بالمرض رغم أن جميعهم يشعرون أنهم على ما يرام. أي أن الفيروس الجديد قد يكون الأكثر خطورة لأنه قد لا يتسبب أحيانا بأعراض على الإطلاق كما يبدو".
ورجح الكاتب ليبسيتش، إصابة نحو 40 إلى 70 في المئة من الناس حول العالم، بفيروس كورونا المستجد حتى نهاية العام الجاري، مشددا على أن هذا لا يعني أن جميع هؤلاء سيعانون من الإعياء الشديد.
وتابع الكاتب في مقاله: "من المحتمل أن يعاني الكثيرون من مرض معتدل، أو قد لا يواجهون أعراضه". أي كما هو الحال مع الإنفلونزا، التي غالبا ما تهدد حياة الأشخاص المصابين بأمراض صحية مزمنة وكبار السن، والتي تمر معظم حالاتها دون الحاجة إلى رعاية طبية.
وعلى مستوى ستين دولة حول العالم، ارتفع اليوم السبت عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد إلى 85 ألفا بينهم أكثر من 79 ألفا في الصين.
وفي الصين، التي انطلق منها الفيروس لينتشر بشكل متسارع في آسيا وأوروبا، وبدرجة أقل في أفريقيا، ارتفع اليوم عدد الوفيات إلى 2838 بعد تسجيل 47 وفاة جديدة، في حين سجلت 430 إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
ورغم تواصل انتشار كورونا في الصين، وأساسا في إقليم هوبي ومركزه مدينة ووهان الأكثر تضررا منه، فإن معدل الوفيات تراجع في الأيام الماضية واستقر في حدود خمسين حالة وفاة يوميا مقارنة بأكثر من مئتي حالة في وقت سابق، وهو ما يشير إلى احتمال تراجع تفشي المرض داحل حدود الصين.
وبالإضافة إلى ذلك، تثير الأرقام بعض التفاؤل، حيث إنه من جملة العدد الحالي للمصابين البالغ 85 ألفا، تعافى حتى الآن 36500 شخص حسب إحصاء أجرته جامعة "جونز هوبكنز" في الولايات المتحدة، وجمعت فيه بيانات من منظمة الصحة العالمية ومن السلطات الصحية في كل بلد.
تفش مستمر
ورغم ذلك، تتسارع وتيرة تفشي الفيروس في بعض الدول، خاصة إيران التي ارتفع فيها عدد الوفيات اليوم إلى 43 حالة وفاة بعد تسجيل تسع وفيات جديدة، بينما بلغ إجمالي عدد المصابين 593 بزيادة 150% عن اليوم السابق، في حين تستعد لإجراء فحوصات لعشرات الآلاف من المواطنين.
وفي إيران أيضا، تسبب الفيروس حتى الآن في وفاة نائب بالبرلمان، ومن بين المصابين ثلاثة نواب آخرين على الأقل، والعضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام محمد مير محمدي، بالإضافة إلى فريد الدين حداد عادل، وهو نجل مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي.
وفي قطر، أعلنت وزارة الصحة العامة اليوم عن تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، وقالت إن المصاب لمواطن قطري يبلغ من العمر 36 عاما عاد من إيران أخيرا ضمن المواطنين الذين أجلتهم الدولة وأخضعتهم للحجر الصحي فور وصولهم إلى الدوحة.
وأضافت الوزارة في بيان أن المريض أُدخل إلى مركز الأمراض الانتقالية تحت العزل التام، وهو في حالة صحية مستقرة، مشيرة إلى أنها بدأت فحص جميع الأشخاص المخالطين عن قرب للمريض وتنفيذ تدابير الحجر الصحي المناسبة.
وفي منطقة الخليج، سجلت حتى الآن بضع عشرات من الإصابات في الكويت والبحرين وسلطنة عمان، ومعظم الحالات المصابة بالفيروس كانت قادمة من إيران.
وفي كوريا الجنوبية، تواصل انتشار الفيروس بنسق مرتفع، حيث سجلت يوم الجمعة 594 حالة إصابة جديدة، وهي الأكبر في يوم واحد، مما رفع العدد الإجمالي للإصابات في البلاد إلى 2931، بينما بلغ عدد الوفيات حتى الآن 17 حالة.
وتعتبر كوريا الجنوبية الدولة الثانية من حيث عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا بعد الصين.
وغير بعيد، دعا زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلى تطبيق الإجراءات الوقائية الصارمة ضد ما وصفه بأنه فيروس صعب ينتشر بسرعة، ورغم أن بيونغ يانغ لم تبلغ بعد عن أي إصابة بالفيروس، فإنها اتخذت إجراءات وقائية مشددة.
وفي اليابان التي تجاوز فيها عدد الإصابات تسعمئة إصابة، دعا رئيس الوزراء شينزو آبي اليوم المواطنين للتعاون في ما وصفها بالحرب الشرسة لاحتواء تفشي كورونا في الأسابيع المقبلة في ظل استعداد اليابان لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو.
وفي الولايات المتحدة التي سجلت فيها 62 إصابة بالفيروس، أجّلت الولايات المتحدة اجتماعا لزعماء دول جنوب شرق آسيا (آسيان) كان من المقرر أن تستضيفه في 14 مارس/آذار في ظل مخاوف بشأن انتشار المرض.
تداعيات اقتصادية
في الأثناء، بدأت تظهر التداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا في وقت تواجه فيه الصين وأوروبا ضغوطا لاحتواء المرض الذي لم يتطور بعد إلى وباء.
وأظهرت بيانات رسمية اليوم تراجعا أكثر من المتوقع لقطاع الصناعة في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم بسبب حالة شبه الشلل التي تعيشها البلاد منذ تفشي الفيروس في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وبسبب المخاوف من انتشار كورونا على نطاق أوسع، وارتفاع كلفة احتوائه، تواصل أسواق المال العالمية التراجع، فقد سجل مؤشر داو جونز الأميركي الأسبوع الماضي أسوأ أداء له منذ عام 2008، كما هبطت المؤشرات في أوروبا وآسيا.
وفي إطار التداعيات السلبية لانتشار الفيروس عالميا، تراجعت أعداد السياح في تايلند بنسبة 50%، في حين تنذر دعوة الولايات المتحدة مواطنيها بعدم السفر إلى إيطاليا مخاوف من تضرر قطاع السياحة في هذا البلد الذي ارتفعت فيه حالات الإصابة بالمرض إلى أكثر من 1100 إصابة، والوفيات إلى 29 حالة وفاة بعد تسجيل ثماني وفيات جديدة اليوم.
رام الله الاخباري