رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
لازال صدى خبر مقتل الفتاة الفلسطينية، صفاء شكشك (25 عاماً) من غزة، خنقا على يد زوجها، يتردد في الساحة الفلسطينية، وأعادت إلى السطح مرة أخرى ظاهرة الاعتداء على النساء، بعد عدة قضايا مماثلة أثيرت سابقا، لم يكن آخرها قضية مقتل اسراء غريب في قضاء بيت لحم.
ودشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج (#صفاء_شكشك)، عبروا فيه عن غضبهم من هذه الجريمة، ورفضهم لاستمرار مسلسل جرائم قتل النساء.
بدورها، قالت الإعلامية هدى بارود: إن "جيران الفتاة سمعوا صراخها، وظنوا أن زوجها "بيضربها زي كل مرة"، كانت الفتاة قد عادت لزوجها مؤخراً بعد أن تركت له
المنزل لأنه "حشاش"- يتعاطى الحشيش- مثلما ذكر أقارب الضحية، الذين برروا عودتها لزوجها الذي يعتدي عليها بالضرب بقولهم: "رجعت عشان تربي ولادها".
وأضافت بارود: "فتاة في الـ 25 من عمرها، كانت تُعنف وأهلها وجيرانها على علم بذلك، ولم يحرك أحدهم ساكنًا، والآن بعد مقتلها يطالبون بالقصاص! بظروفها كانت ستقتل لا محالة، إن لم يكن قتلًا حقيقياً، سيكون قتلًا معنوياً، رغم ذلك تُركت لتموت"، مطالبة الجهات الرسمية بسن قوانين خاصة تحمي الفتيات من القتل والعنف.
أما الناشطة فداء، فقد طالبت بالعدالة لصفاء، بقولها: جرائم قتل النساء مستمرة بدون أي رادع! العدالة لصفاء شكشك".
ورأت الناشطة نسيبة حلس، أن عادات المجتمع ومعتقداته، أسباب أدت لمقتل صفاء، وغردت نسيبة: "زوجوه بيعقل، وكأنه بنت الناس إصلاحية لتأهيل المجرمين والمرضى النفسيين! محدا بتخيل سعادة الأب وهو بيحكي (زوجتك ابنتي البكر الرشيد) وآخر المطاف تيجيه مشنوقة".
من جانبه، غرد الناشط وسام قائلا: "قصص بعض النساء المضطهدات في مجتمعنا مدعاة للحزن، والأكثر وجعاً هو اضطهادهن من عوائلهن وإجبارهن على الاستمرار في علاقة زواج لايطقنها فقط من أجل سمعة العائلة أو لأنهم لايستطيعون الصرف عليهن، أعان الله كل امرأة لا تجد في نفسها قوة ولا فيمن حولها ظهراً لتنهي تفاصيل عذابها واضطهادها".
فيما طالبت هبة الزيان بمُحاسبة جميع الأطراف، وغردت: "من أجل صفاء شكشك لا بد من محاسبة حقيقية لكل الأطراف ذات العلاقة ولا بد من بحث إذا كانت الضحية، قد طلبت مساعدة الجهات الرسمية ومؤسسات الحماية أم لم تطلب، و في حال طلبت، مساءلة هذه المؤسسات".
وأضافت: "النساء لسن بخير .. قصة المغدورة و الضحية صفاء شكشك، هي أكبر دليل على أن الصمت عن العنف ضد النساء جريمة، ويؤدي إلى نتائج كارثية وهو "شرعنة صامتة للجريمة القادمة" إقرار قانون حماية الأسرة حق واجب التنفيذ".
واسترجعت الناشطة نعمة التميمي، ضحايا العنف الأسري في تغريدتها، فكتبت: بالعودة إلى حساب الزوج القاتل، رصد النشطاء آخر منشوراته، والتي كانت غزلاً بزوجته المغدورة، مٌعلقاً لها: "أنت الأوكسجين الذي أتنفسه".
كما احتوت التعليقات على إحدى صوره، وصلة غزل بينهما، وصور أطفالهما الثلاثة.
تلك المثالية التي يتم تصديرها للفضاء الأزرق، جعلت النشطاء يُناقشون الوجه الآخر لمواقع التواصل الاجتماعي، فكتبت الناشطة ريما سعد الدين: "لتعلموا أن ليس كل ما يُكتب عبر (فيسبوك) حقيقي، لتتأكدوا أنه ليس كل من يردد الكلمات المعسولة لبعضهم ليسوا سعداء على الواقع، ولا يحبون بعضهم، ولا يعيشون حياة وردية".
وأضافت: "هذه هي صفاء، التي عاشت طول عمرها مقهورة ومهانة ومضروبة، وهذا هو زوجها الذي عذبها وشنقها في النهاية، مجتمعنا كاذب ومنافق، ومواقع التواصل الاجتماعي من أسوأ أنواع التكنولوجيا التي جعلت الناس تختبئ بشخصيات وهمية من باب (جخوا ولا تموتوا حزانى)".
وفي ذات السياق، نشرت الإعلامية هاجر حرب، صورة للتعليقات المتبادلة بين القاتل والمغدورة، وعلقت: " الوجه الآخر للكذبة الكبيرة التي تسمى (سوشيال ميديا)، السعادة الحقيقة بين الناس لا يقال عنها
العلاقات القوية غير قابلة للانكسار، تبقى طي الكتمان، يستمتع بها الزوجان بعيداً عن أعين الناس، وطالما يضع لك أحببته وإيموجي قلب على منشوراتك، أعرفي أنه يجاملك هذا على أحسن تقدير، وأنك أبعد ما تكوني عن أن تتربعي على عرش قلبه"
دنيا الوطن