رام الله الاخباري:
قرر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، محمد حسين، اليوم الثلاثاء، تحريم التعاطي بأي شكل من الأشكال مع "صفقة القرن" المزعومة والهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.
وقال حسين في بيان صحفي: "نصدر فتوى بتحريم التعاطي مع هذه الصفقة ومروجيها، الذين يطغون، ويتجبرون في دنياهم بغير حق، مستنداً في ذلك إلى مسوغات عدة، من أبرزها: أن الصفقة تسلب القدس من أصحابها الشرعيين، وتحرم المسلمين من ثالث مساجدهم، وتضيع حقوق اللاجئين".
وأضاف المفتي العام: إن هذه الصفقة، تشد على يد الظالم المغتصب، وتؤازره، وتمنحه ظلماً وعدواناً معظم الأرض الفلسطينية المعطرة بدماء الشهداء الزكية، فهي صفقة جائرة متلبسة بالخطايا والآثام والجرائم، وهي تفرض من طرف واحد، وتتنافى مع أبسط درجات القيم النبيلة، مما يؤكد أن الذي يخطط لهذا العدوان الغاشم أو يسانده، أو يسكت عنه راضياً، يستحق لعنة الله وملائكته والناس أجمعين، مصداقاً لقوله عز وجل: {... أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}(هود:18)، وهو القائل سبحانه:{أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}(آل عمران:87) ويقول جل في علاه:{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ* يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}(غافر:51-52).
وأكد أن الذي يتعاطى مع هذه الصفقة يخون المسجد الأقصى المبارك والقدس وفلسطين، ويعتبر خائناً لله ولرسوله، صلى الله عليه وسلم، ولجماعة المسلمين، والله تعالى يقول:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(الأنفال:27)، مطالباً العالم أجمع بالعمل الجاد لوقف العدوان على فلسطين وقدسها ومقدساتها وشعبها، ونصرتهم.
وتابع في بيانه: والله تعالى نهى عن مسايرة الظالمين، والسير في ركابهم وموالاتهم، فقال جل شأنه: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ}(هود:113)، وأنبياء الله تبرؤوا من جنايات المجرمين، فهذا موسى، عليه السلام، يقطع على نفسه عهداً لله بألا يكون مناصراً ولا مؤازراً للمجرمين، كما في القرآن الكريم على لسانه: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ}(القصص:17)، مما يستلزم الامتناع عن التعاطي مع هذه الصفقة الجائرة، والمفعمة بالعوار والإجرام والعنصرية البغيضة والوقاحة الشديدة.